=هذه الروايات الثلاث أن الرواة اختلفوا على الزهري في إسناد هذا الحديث، فمنهم من قال: عنه عن أبي سلمة عن أبي سعيد مرفوعاً، كما في الرواية الأولى الموصولة. ومنهم من قال: عنه به موقوفاً كما في الرواية الثانية المعلقة. ومنهم من قال: عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً، كما في الرواية الثالثة. وأشار المصنف رحمه الله تعالى إلى ترجيح الرواية الأولى بوصله إياها وتقديمها على غيرها. لكن الزهري تابعه عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة؛ أخرجه المصنف في "الأدب المفرد"، فهذا يرجح الرواية الثالثة، وبالجملة فالحديث مرفوع قطعاً لأن الموقوف في حكمه، ولعل كلًا من إسنادَيِ الزهري محفوظ، لأنه إمام حافظ، فليس بكثير عليه أن يكون لديه إسنادان كلاهما صحيح؛ أحدهما عنه عن أبي سلمة عن أبي سعيد، والآخر عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ولعله مما يؤيد هذا أن غير الزهري رواه عن أبي سلمة عن أبي أيوب أيضاً كما في الرواية المعلقة الثالثة. والله أعلم. (١٨) أي: أنازعكم فيه، إذ ليس لي في الاستقلال بالخلافة رغبة. اهـ عيني.