الفيل، وسلَّط عليها رسوله والمؤمنين، وإنَّها لا تحلُّ لأحد من بعدي، وإنَّما أحلَّت لي ساعة من نهار " (١).
الحديثان في «الصحيحين».
٣٠٨٨ - الحديث الثالث: قال الإمام أحمد: حدَّثنا بهز وهاشم قالا: ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البُنانيِّ عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة أنَّه ذكر فتح مكَّة، فقال: أقبل رسول الله ﷺ فدخل مكَّة، فبعث الزبير على إحدى المُجَنِّبتين، وبعث خالدًا على المُجَنِّبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحُسَّر (٢)، فأخذوا بطن الوادي، ورسول الله ﷺ في كتيبته. قال: وقد وبَّشَت قريش أوباشها (٣)، وقالوا: نقدِّم هؤلاء، فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا. قال أبو هريرة: ففطن (٤)، فقال لي:«يا أبا هريرة».
قلت: لبيك يا رسول الله. قال:«اهتف لي بالأنصار، ولا يأتني إلا أنصاريّ».
فهتفت بهم، فجاؤوا، فأطافوا برسول الله ﷺ، فقال:«ترون إلى أوباش قريس وأتباعهم». ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى:«احصدوهم حصدًا، حتَّى توافوني بالصفا». قال أبو هريرة: فانطلقنا، فما يشاء أحد منا أن يقتل منهم ما شاء، فقال أبو سفيان: أبيحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم! فقال رسول الله ﷺ:«من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن». فغلق الناس أبوابهم، فأقبل رسول الله ﷺ إلى الحَجَر، فاستلمه، ثم
(١) «صحيح البخاري»: (٣/ ٦٠٨، ٦٠٩)؛ (فتح- ٥/ ٨٧ - رقم: ٢٤٣٤). «صحيح مسلم»: (٢/ ١١٠)؛ (فؤاد- ٢/ ٩٨٨ - رقم: ١٣٥٥). (٢) في «النهاية»: (١/ ٣٨٣): (جمع حاسر، وهو الذي لا درع عليه ولا مغفر) ا. هـ (٣) في «النهاية»: (٥/ ١٤٥ - ١٤٦): (أي جمعت له جموعًا من قبائل شتَّى). (٤) في «المسند»: (فنظر فرآني).