ابن سلمة قال: أنا ثابت قال: حدَّثني ابنُ عمر بن أبي سلمة عن أبيه: أنَّ أمَّ سلمة لما انقضت عدَّتُها من أبي سلمةَ بعث إليها رسولُ الله ﷺ، فقالت: مرحبًا برسولِ الله ﷺ وبرسولِه، أخبر رسولَ الله ﷺ أنِّي امرأةٌ غَيْري، وأني مصبية، وأنَّه ليس أحدٌ من أوليائي شاهد. فبعث إليها رسول الله ﷺ:" أمَّا قولك: إنِّي مصبية، فإنَّ الله سيكفيك صبيانك؛ وأمَّا قولك: إنِّي غيري، فسأدعو الله أن
يذهب غيرتَك؛ وأمَّا الأوَّلياء، فليس أحد منهم شاهد ولا غائب إلا سيرضى بي ".
فقالت: يا عمر، قم فزوِّج رسول الله-ﷺ(١).
قال المصنِّف: قلت: هكذا روي لنا الحديث (أنَّها قالت: يا عمر قم)، وأصحابنا قد ذكروا أنَّ رسول الله ﷺ قال:«قم يا غلام، فزوِّج أمَّك».
وما عرفنا هذا.
وفي هذا الحديث نظرٌ، لأنَّ عمر كان له من العمر يوم تزوَّجها رسول الله ﷺ ثلاث سنين، وكيف يقال له: زوِّج؟! وهذا لأنَّ رسول الله ﷺ تزوَّجها في سنة أربع، ومات رسول الله ﷺ ولعمر تسع سنين، فعلى هذا يحمل قولها لعمر: قم فزوِّج أن يكون على وجه المداعبة للصغير.
ولو صحَّ أن يكون الصغير قد زوَّجها فلأنَّ رسول الله ﷺ لا يفتقر نكاحُه إلى وليٍّ، قال أبو الوفاء ابن عقيلٍ: ظاهر كلام أحمد أنَّه يجوز أن يتزوَّج رسول الله ﷺ بغير وليٍّ لأنَّه مقطوعٌ بكفاءته.
٢٧٠٧ - قال الدَّارَقُطْنِيُّ: حدَّثنا ابن أبي داود ثنا عمِّي ثنا ابن الأصبهانيِّ ثنا شَريك عن أبي هارون (٢) عن أبي سعيد قال: لا نكاح إلا بوليٍّ
(١) «المسند»: (٦/ ٣١٣ - ٣١٤). (٢) في مطبوعة «سنن الدارقطنى»: (الزهري). وفي هامش الأصل: (حـ: أبو هارون العبدي ضعيفٌ) ا. هـ