٢٣٧٧ - قال الدَّارَقُطْنِيُّ: حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن وهيب الدمشقيُّ ثنا العبَّاس بن الوليد بن مَزْيَد ثنا محمَّد بن شعيب بن شابور قال: أخبرني شيبان ابن عبد الرحمن قال: أخبرني يونس بن أبي إسحاق عن أمه العالية بنت أيفع
قالت: حججت أنا وأمُّ محبة، فدخلنا على عائشة، فقالت لها أمُّ محبة: يا أمَّ المؤمنين، كانت لي جارية، وإني بعتها من زيد بن أرقم بثمانمائة درهم إلى عطائه، وإنه أراد بيعها فابتعتها منه بستمائة درهم نقدًا؟ فقالت: بئس ما شريت وما اشتريت! فأبلغي زيدًا أَنه قد أبطل جهاده مع رسول الله ﷺ إلا أن يتوب (١).
قالوا: العالية امرأة مجهولة، فلا يقبل خبرها.
قلنا: بل هي امرأة جليلة القدر معروفة، ذكرها محمَّد بن سعد في كتاب «الطبقات»، فقال: العالية بنت أيفع بن شراحيل، امرأة أبي إسحاق السَّبيعيِّ، سمعَتْ من عائشة (٢).
ز: ٢٣٧٨ - قال الإمام أحمد: حدَّثنا محمَّد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي إسحاق السَّبيعيِّ عن امرأته أنها دخلت على عائشة هي وأمُّ ولد زيد بن أرقم وامرأةٌ أخرى، فقالت لها أمُّ ولد زيد: إني بعت من زيد غلامًا بثمانمائة درهم
نسيئة، واشتريته بستمائة نقدًا، فقالت: أبلغي زيدًا أن قد أبطلتَ جهادك مع رسول الله ﷺ إلا أن تتوب، بئس ما شريت، وبئس ما اشتريت (٣)! هذا إسنادٌ جيدٌ، وإن كان الشافعيُّ ﵀ قال: إنَّا لا نثبت مثله على
(١) «سنن الدارقطني»: (٣/ ٥٢). (٢) «الطبقات الكبرى»: (٨/ ٤٨٧). (٣) لم نقف على هذا الحديث في مطبوعة «المسند»، وقد عزاه إلى أحمد كل من: ابن قدامة في «المغني»: (٦/ ٢٦١ - المسألة: ٧٤٩)؛ وابن تيمية في «بيان الدليل»: (ص: ٧٤ - تحت الوجه الحادي عشر)؛ وابن القيم في «تهذيب السنن»: (مع العون- ٩/ ٣٤٢ - رقم: ٣٤٤٥)؛ وقد ساقوا إسناده، ولكن لم ينصوا على أنه في «المسند»، ولله أعلم.