ورواه النَّسائيُّ عن هارون بن عبد الله عن قُريش (٢).
وقال عثمان بن سعيد الدَّارميُّ: قلت ليحيى بن معين: الحسن لقيَ سَمُرة؟ قال: لا (٣). وقال الغُلابيُّ: ثنا يحيى بن معين عن أبي النَّضر عن شُعبة قال: لم يسمع الحسن من سَمُرة بن جُندب (٤). وقد تكلَّم بعضهم مع
يحيى ابن معين في هذا، فأنكر يحيى سماعه، فاحتجَّ عليه بقول ابن سِيرين لحبيب: سُئل الحسن: ممَّن سمع حديث العقيقة؟ فقال: من سَمُرة. فلم يكن عند يحيى جوابٌ.
وقال عبد الغني بن سعيد المصريُّ: لا يصح (الحسن عن سَمُرة بن جُنْدب) إلا حديثٌ واحدٌ، وهو حديث العقيقة، تفرَّد به قُريش بن أنس عن حَبيب بن الشَّهيد؛ وقد دفع قومٌ آخرون قولَ قُريش، وقالوا: ما يصحُّ له سماعٌ.
وقال البَرْدِيجيُّ: وقتادة عن الحسن عن سَمُرة، فليست بصحاح، لأَنَّه من كتاب، ولا يحفظ عن الحسن عن سَمُرة حديثٌ يقول فيه:(سمعت سَمُرة) إلا حديثًا واحدًا، وهو حديث العقيقة، ولا يثبت، رواه قريش بن أنس عن أشعث (٥) عن الحسن عن سمرة، ولم يروه غيره، وهو وهمٌ (٦).
(١) «الجامع»: (١/ ٢٢٣ - رقمي: ١٨٢ - ١٨٢ م). (٢) «سنن النسائي»: (٧/ ١٦٦ - رقم: ٤٢٢١). (٣) «التاريخ» برواية الدارمي: (ص: ١٠٠ - رقم: ٢٧٧). (٤) «رجال صحيح البخاري» للكلاباذي: (١/ ١٦٧). (٥) قوله: (عن أشعث) غير موجود في «إكمال تهذيب الكمال». (٦) سيأتي بعض كلام البرديجي هذا في كلام ابن الجوزي: (٤/ ١٧٢)، وذكره مغلطاي في «إكمال تهذيب الكمال»: (٤/ ٨٢ - رقم: ١٢٨٤) نقلاً عن كتاب «المراسيل» للبرديجي مع اختلاف يسير.