واحتجُّوا بأنَّ فريضة الحجِّ نزلت في سنة خمس، بدليل:
٢٠٦٦ - ما أخبرنا به ابن الحصين- ثُمَّ ذكر إسناده المعروف إلى الإمام أحمد- قال: ثنا يعقوب ثنا أبي عن محمَّد بن إسحاق قال: حدَّثني محمَّد بن الوليد بن نفيع (٢) عن كريب عن عبد الله بن عبَّاس قال: بعثَتْ بنو سعد (٣) بن بكرٍ: ضمامَ بنَ ثعلبة، وافدًا إلى رسول الله ﷺ، فذكر له رسول الله ﷺ
فرائض الإسلام: الزَّكاة والصِّيام والحجَّ (٤).
وقد رواه (٥) شَريك عن كُريب فقال فيه: بعثَتْ بنو سعدٍ ضمامًا في رجب سنة خمس.
قالوا: وإذا ثبت أنَّ الحجَّ قد وجب في سنة خمس فقد أخَّره رسول الله ﷺ إلى سنة عشر، فدلَّ على أنَّ الوجوب على التَّراخي.
وجواب هذا: أنَّه قد روي أنَّ ضمامًا قدم في سنة تسع، فإن صحَّت الرِّواية الأخرى، فعن تأخير رسول الله ﷺ جوابان: أحدهما: أنَّ الله تعالى أعلم نبيَّه ﷺ أنَّه لا يموت حتَّى يحجَّ، وكان على
(١) في هامش الأصل: (حـ: كذا في «المسند» [٦/ ٩٢] وغيره) أ. هـ (٢) في هامش الأصل: (نويفع) وفوقها رمز، ولم يظهر لنا هل هو رمز تصحيح أم رمز نسخة أخرى، وسينبه المنقح عليه فيما يأتي. (٣) في «التحقيق»: (بنو سعيد) خطأ. (٤) «المسند»: (١/ ٢٦٤ - ٢٦٥) باختصار. (٥) كتب فوقها بالأصل: (كذا).