وقال الحاكم أبو عبد الله في «المستدرك» - بعد أن روى حديث أبي رافع عن أبي موسى، وبعد أن روى تصحيح عليِّ بن المدينيِّ له عن أبي عليٍّ الحافظ-: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشَّيخين ولم يخرجاه (٢).
وقال أحمد بن حنبل: هو خطأٌ، إنَّما هو بكر عن أبي العالية. حكاه عنه أبو داود.
قال أحمد: وحديث بكر عن أبي رافع خطأٌ لم يرفعه أحدٌ.
وقال البخاريُّ في «صحيحه»: واحتجم أبو موسى ليلاً (٣) O.
أمَّا حجَّتهم، فلهم ثلاثة أحاديث:
١٨٢٨ - الحديث الأوَّل: قال التِّرمذيُّ: حدَّثنا بشر بن هلال البصريُّ ثنا عبد الوارث بن سعيدٍ ثنا أيُّوب عن عكرمة عن ابن عبَّاسٍ قال: احتجم رسول الله ﷺ وهو محرمٌ صائمٌ.
قال التِّرمذيُّ: هذا حديثٌ صحيحٌ (٤).
١٨٢٩ - طريقٌ آخرٌ: قال أحمد: ثنا هاشم بن القاسم ثنا شعبة عن الحكم عن مِقْسم عن ابن عبَّاس أنَّ رسول الله ﷺ احتجم بالقاحة (٥) وهو
(١) «المستدرك» للحاكم: (١/ ٤٣٠). (٢) «المستدرك»: (١/ ٤٣٠). (٣) «صحيح البخاري»: (٣/ ٤٨٦)؛ (فتح- ٤/ ١٧٤ - كتاب الصوم- الباب رقم: ٣٢). (٤) «الجامع»: (٢/ ١٣٧ - رقم: ٧٧٥)، وفيه: (حديث حسن صحيح). (٥) (بالقاحة) سقطت من «التحقيق». وفي «معجم البلدان»: (٤/ ٢٩٠): (قاحة: مدينة على ثلاث مراحل من المدينة قبل السُّقيا بنحو ميل، قال نصر: موضع بين الجحفة وقُديد) ا. هـ