و" لَا" الثانية للطرح، وهو خلاف تأويل الحسن وابن سيرين في كتاب مسلم؛ حيث تأولاه على الزجر (١).
وقوله:" وَمَا لَا فَلَا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ "(٢) أي: ما لا يجيئك عفوًا فلا تحرص عليه، وقد ذكرنا:" إِمَّا لَا "(٣) في حرف الهمزة، وكذلك:" لَا جَرَمَ "(٤) في حرف الجيم.
وقول عمر رضي الله عنه:" لَا أَتَحَمَّلُهَا حَيًّا وَلَا مَيِّتًا " كذا عند الأصيلي، وهو وهم؛ والصواب ما لغيره:" لَا أَتَحَمَّلُهَا حَيًّا وَمَيّتًا "(٥) أي: لا أتحملها في حالتي حياتي وموتي معًا، وعلى رواية الأصيلي يقتضي نفي تحملها في الوجهين جميعًا، وقد علم أنه تحملها حيًّا.
وفي كتاب الاعتصام:"مَنْ رَأى تَرْكَ النَّكِيرِ (٦) مِنَ الرَّسُولِ حُجَّةً (٧) لَا مِنْ غَيْرِ الرَّسُولِ"(٨) كذا لهم، وعند القابسي:" لِأَمْرِ (٩) غَيْرِ الرَّسُولِ"،
(١) روى مسلم (١٤٣٨/ ١٣٠): " قَالَ مُحَمَّدٌ: وَقَوْلُهُ: لَا عَلَيْكُمْ. أَقْرَبُ إِلَى النَّهْى"، وروى أيضًا (١٤٣٨/ ١٣١): " قَالَ ابن عَوْنٍ: فَحَدَّثْتُ بِهِ الحَسَنَ فَقَالَ: والله لَكَأَنَّ هذا زَجْرٌ ". (٢) البخاري (١٤٧٣، ٧١٦٤)، مسلم (١٠٤٥) من حديث عمر. (٣) البخاري (٣٧٩٤) من حديث أنس، ومسلم (١٢١٠/ ٣٨١) عن ابن عباس، ومسلم (١٦٩٥/ ٢٢) من حديث بريدة، و (٢١٦١) من حديث أبى طلحة. (٤) مسلم (١٠٦٢) من حديث ابن مسعود. (٥) البخاري (٧٢١٨)، وانظر اليونينية ٩/ ٨١. (٦) تصحفت في (س، أ) إلى: (التكبير). (٧) جاء بعدها في (د، ظ) زيادة: (من الرسول)، ولا وجه له، والله أعلم. (٨) البخاري قبل حديث (٧٣٥٥). (٩) في النسخ الخطية: "لَا مِنْ "، والمثبت من "المشارق" ١/ ٣٦٧، ولعله الوجه والذي يستقيم به الكلام، والله أعلم.