" إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَتِهِ"(١) أي: يسترني (٢) بها ويلبسنيها، ومنه: غِمْدُ السيف الذي يصونه ويستره.
قوله:"فَقَدْ غَامَرَ"(٣) فسره المستملي عن البخاري، أي: سبق بالخير.
وقال الشيباني: المغامرة: المعاجلة، ومعناه قريب من هذا، أي: سارع وقد غاضب، وهو فاعل من الغِمْر وهو الحقد. وقال الخطابي: معناه: خاصم فدخل في غمرات الخصومة، ومنه في الحديث الآخر:"وَلَا ذِي غِمْرٍ عَلَى أَخِيهِ"(٤) وهو الحقد والضغن.
قوله:"بَطَلٌ مُغَامِرٌ"(٥) أي: يخوض غمرات الحروب، أي: شدائدها، ومنه:" {غَمَرَاتِ الْمَوْتِ}[الأنعام: ٩٣] "(٦) شدائده، ومنه في الحديث:"لَكَانَ لي غَمَرَاتٍ مِنَ النَّار"(٧) أي: شيء كثير واسع يغمره ويغطيه.
قوله:"كَمَثَلِ نَهْرٍ غَمْرٍ"(٨) أي: كثير الماء متسع.
قوله:"أَطْلِقُوا لِي غُمَرِي"(٩) هو القدح الصغير.
(١) البخاري (٦٤٦٣)، مسلم (٢٨١٦) من حديث أبي هريرة. (٢) البخاري (٣٦٦١، ٤٦٤٠) من حديث أبي الدرداء. (٣) في (س، م، أ، د): (يستر). (٤) رواه أبو داود (٣٦٠١)، وابن ماجه (٢٣٦٦)، وأحمد ٢/ ٢٠٤ و ٢٠٨، والبيهقي ١٠/ ١٥٥ من حديث عبد الله بن عمرو. وحسنه الألباني في "الإرواء" (٢٦٦٩). (٥) مسلم (١٨٠٧) من حديث سلمة بن الأكوع، وهو من رجز عمه عامر، وتمامه: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرٌ. . .شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ (٦) البخاري قبل حديث (١٣٦٩). (٧) مسلم (٢٠٩). (٨) "الموطأ" ١/ ١٧٤. (٩) مسلم (٦٨١) من حديث أبي قتادة.