قوله - صلى الله عليه وسلم -:"أَرِبَ مَالَهُ"(١)، ويروى:"أَرِبٌ مَالَهُ" اسم فاعلٍ مثل حَذِر، ورواه بعضهم:"أَرَبٌ مَالَهُ"(٢)، ورواه أبو ذرٍّ:"أَرَبَ مَالَهُ" بفتح الهمزة والراء والباء (٣)، فمن كسر الراء جعله فعلًا (٤) معناه: احتاج فسأل عن حاجته، قاله ابن الأعرابي (٥).
وقد تكون بمعنى: تفطن لما سأل عنه وعقل، يقال: أَرِبَ - إذا عقل - إربًا وإربةً فهو أريبٌ.
وقيل: هو تعجب من حرصه، ومعناه: لله دره، قاله ابن الأنباري، أي: فعل فِعل العقلاء في سؤاله عما جهله.
وقيل: هو دعاءٌ عليه، أي: سقطت آرابه، وهي أعضاؤه، واحدها:
(١) اليونينية ٨/ ٥، وفيها أنها من رواية أبي ذر الهروي عن الحموي والمستملي. (٢) البخاري (١٣٩٦، ٥٩٨٣) عن أبي أيوب الأنصاري. (٣) وكذا قال القاضي عياض عن رواية أبي ذر في "المشارق" ١/ ٧٩، وقد تُعِقِّبَ قولُ القاضي هذا كما في هامش اليونينية ٨/ ٥ بعد أن ذُكِرَ فيها - كما تقدم - أن رواية أبي ذر: (أَرِبَ)؛ فليعلم هذا. (٤) في (س): (فعلك). (٥) محمَّد بن زياد بن الأعرابي، الأحول أبو عبد الله، الهاشمي مولاهم، النسابة، إمام اللغة، يروي عن: أبي معاوية الضرير والقاسم بن معن وأبي الحسن الكسائي. وعنه: إبراهيم الحربي وعثمان الدارمي وثعلب وشمر بن حمدويه وآخرون. ولم يكن في الكوفيين أشبه برواية البصريين منه، وكان يزعم أن أبا عبيدة. والأصمعي لا يعرفان شيئاً. قال الذهبي: له مصنفات كثيرة أدبية، وتاريخ القبائل، وكان صاحب سنة واتباع. مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد" ٥/ ٢٨٢، "سير أعلام النبلاء" ١٠/ ٦٧٨.