قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَلا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي"(١)، وعند الأصيلي:"بِكِنْوَتي"(٢)، وكلاهما صحيح.
[الاختلاف]
قوله:"بَشِّرِ الكانِزِينَ"(٣) كذا لأكثرهم في حديث ابن أبي شيبة (٤)، وللطبري:"بَشِّرِ الكاثِرِينَ" والمعروف هو الأول، ثم إن اسم الفاعل من الكثرة: مكثِر، لا: كاثر، لكنهم قد قالوا: عدد كاثر، أي: كثير. قلت: وليس هذا من ذاك؛ لأنه يقال: أكثر العدد فهو كاثر (٥)، وكثر فهو كثير، وأنشدوا:
وإنَّما العِزَّةُ لِلْكاثِرِ (٦)
(١) البخاري (٢١٢٠)، مسلم (٢١٣١) من حديث أنس. والبخاري (٣١١٤، ٣١١٥)، مسلم (٢١٣٣/ ٤، ٥) من حديث جابر. ومسلم (٢١٣٤) من حديث أبي هريرة. (٢) وقع هكذا في كتاب الأدب، لأبي ذر عن الكشميهني، اليونينية ٨/ ٤٤ (٦١٩٦). (٣) البخاري (١٤٠٧)، مسلم (٩٩٢) عن الأحنف بن قيس. (٤) كذا بالنسخ الخطية الثلاث و"المشارق" ٢/ ٤٣٥. والحديث رواه مسلم (٩٩٢/ ٣٤، ٣٥) عن شيخيه زهير بن حرب وشيبان بن فروخ، لا غير، فأظن أن (ابن أبي شيبة) هذِه، مغيرة من (شيبان) والله أعلم. (٥) وقع بعدها في (س): (وكثير) ولا وجه له، والله أعلم. (٦) ورد في هامش (د): حاشية: أوله: وَلَسْتَ بِالأكْثَرِ مِنْهُمُ حَصًى وهو للأعشى. قلت: انظره في "ديوانه" ص ١٠٤، وفي "صبح الأعشى" ١/ ١٤٤.