قوله:"حَشْيَا رَابِيَةً"(٢) أي: أصابها الربو وهو البُهْر وانتفاخ الرئة، فعلا نفسها كما يعترى من شدة الجري وتناول ما يثقل. قال الخليل: ربا: أصابه نفس في جوفه (٣)، وبه سميت الربوة لما ارتفع من (٤) الأرض.
قوله:"إِلَّا رَبَّاهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ"(٥) التربية والتربيب: القيام على الشيء وإصلاحه (٦) بالمعاهدة له، رَبَّهُ ورَبَتَهُ ورَبَبَهُ (٧) ورَبَّاهُ كله: قام عليه.
ومعنى الحديث هنا تضعيف الأجر وتكثيره.
[الاختلاف]
" فَانْطَلَقَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ"(٨) أي: يتطلع، والربيئة: الطليعة للقوم، وكذا قيدناه عن التميمي والخشني، وعند شيوخنا في أكثر النسخ:"يَرْتُو أَهْلَهُ" ومعناه: يشد قلوبهم ويقوي بصائرهم، وقد يكون بمعنى يتقدمهم ليتطلع لهم فينذرهم بعدوهم، ربا: تقدم، ورتا: قوي، ورتا رأسه أيضًا: حناه.
(١) البخاري (٢٢٢٥) من قول الحسن البصري. (٢) مسلم (٩٧٤/ ١٠٣) من حديث عائشة. (٣) في (س): (جريه)، وفي (أ): (نفسه)، والمثبت من (د)، وانظر "العين" ٨/ ٢٨٣. (٤) في (س): (عن). (٥) "الموطأ" ٢/ ٩٩٥ من حديث سعيد بن يسار مرسلًا، والبخاري (١٤١٠)، مسلم (١٠١٤) عن سعيد عن أبي هريرة. (٦) تحرفت في (س، أ) إلى: (واختلاجه). (٧) ساقطة من (س، أ). (٨) مسلم (٢٠٧) من حديث قبيصة بن المخارق وزهير بن عمرو.