قوله:"إِنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عليه"(١) قيل: هو على ظاهره إذا كان ذلك بأمره ووصيته. وقيل: كان ذلك في كافر مرّ عليه وهم يبكون عليه وهو يعذب، وهو تأويل عائشة رضي الله عنها. وقيل: إنه ليعذب بذلك ويشفق منه إذا سمعه ويرق له قلبه، وهذا دليل حديث قبله. وقيل: هو تقريعه وتوبيخه على ما يثني به عليه ويندب به. وقيل: يعذب بالجرائم التي اكتسبها من قبل من غصب وظلم ([وكانت الجاهلية] (٢) تثني بها على موتاها) (٣).
قوله:"اسْتَعْذَرَ مِنْ عَبدِ اللهِ"(٤) وقوله: "مَنْ يَعْذِرُني مِنْ رَجُلٍ" قال في "البارع": معناه: من ينصرني عليه، والعذير: الناصر. وقال الهروي: معناه: من يقوم بعذري إن كافأته على سوء فعله (٥)، يقال: عذرت الرجل وأعذرته قبلت عُذْره وعَذْره وعذرته ومعذرته، وعذر الرجل وأعذر (٦) إذا أذنب فاستحق العقوبة، وعذر إذا أبدى (٧) عذرًا، وعذر أيضًا: قصر. وعذر أيضًا وأعذر: كثرت عيوبه.
و"الْعَذَارى"(٨): الأبكار من النساء، وعذرتهن: بكارتهن؛ وبذلك سمين
(١) البخاري (١٢٨٦)، ومسلم (٩٢٨) من حديث ابن عمر. (٢) ما بين الحاصرتين ساقط من النسخ الخطية، واستدرك من "المشارق" ٢/ ٧٠. (٣) من (أ، م). (٤) البخاري (٢٦٦١)، ومسلم (٢٧٧٠) من حديث عائشة، وزاد في هذا الموضع من (س): (وقوله: من يعذرني من عبد الله). (٥) "الغريبين" ٥/ ١٢٤٣ (٦) سا قطة من (س). (٧) في النسخ: (أبلى)، والمثبت من "المشارق" ٢/ ٧١. (٨) البخاري (٥٠٨٠)، ومسلم (٧١٥/ ٥٥) من حديث جابر بن عبد الله.