قوله:"تَكْفيكَهُمُ (١) الدُّبَيْلَةُ"(٢) هي نار تخرج في أكتافهم حتى تنجم من صدورهم، أي: تظهر، هكذا فسرت في الحديث. وفي "الجمهرة": هي داء (٣) يجتمع في الجوف (٤)، ويقال له أيضًا: الدُّبْلة والدَّبَلة.
[الاختلاف والوهم]
في تفسير اليقطين من كتاب الأنبياء:"اليَقْطِينُ: الدُّبَّاءُ"(٥) كذا للكل، وعند الأصيلي:"وَهُوَ الكِبَاء" وليس بشيء؛ لأن "الكِبَاءَ": البخور، ولا مدخل هاهنا له، و"الكِبَا" أيضًا: الكناسة، إلَّا أنه مقصور في هذا، من قولهم: كبوت الشيء إذا كنسته.
في غزو الروم:"فَيَجْعَلُ اللهُ الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ"(٦)، وعند العذري:"الدَّائِرَةَ" وهما بمعنى. قال الأزهري:"الدَّائِرَةَ": الدولة تدور على الأعداء (٧). قال الهروي: و"الدَّبْرَةَ": النصر على الأعداء، ويقال: لمن (٨) الدبرة؟ أي: الدولة، وعلى من الدبرة؟ أي: الهزيمة (٩). وقال ابن عرفة:"الدَّائِرَةَ": الحادثة تدور من حوادث الدهر.
(١) في النسخ الخطية: (تكفيهم)، والمثبت من "صحيح مسلم". (٢) مسلم (٢٧٧٩) من حديث حذيفة. (٣) في (س): (ماء). (٤) "جمهرة اللغة" ١/ ٣٠١. (٥) البخاري قبل حديث (٣٤١٢)، وانظر اليونينية ٤/ ١٥٩. (٦) مسلم (٢٨٩٩) عن عبد الله بن مسعود. (٧) انظر "تهذيب اللغة" ٢/ ١١٢٩، ١١٤٣. (٨) في (س): (أين). (٩) "الغريبين" ٢/ ٦١٦.