قوله:"تَرَكنَاهُمْ مَحْرُوبِينَ"(١) أي: مسلوبين، حُرب الرجل: سلب حريبته، وهو ماله، إذا حرب فهو حريب ومحروب، ويكون أيضًا أصابهم الحرب، وهو الهلاك، وبه سميت الحرب.
وقوله:"يُرْكَزُ لَهُ الحَرْبَةُ"(٢) قيل: إنه هو الرمح العريض النصل، قاله الأصمعي، حكاه الحربي. وجمعه: حراب، وقد قيل: إنه الرمح الكامل، ليس بعريض النصل.
قوله عليه السلام:"حَتَّى يُحْرِجَهُ"(٣) أي: يضيِّق صدره. وقيل: يؤثمه، والحرج: الإثم معناه: أن يعرضه للإثم ويسببه له حتى يتكلم بما لا يجوز من سيِّئ القول، وقد جاء في الرواية الأخرى:"حَتَّى يُؤْثِمَهُ"(٤).
وقول ابن عباس:"كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ"(٥) أي: أضيق عليكم وأشق بإلزامكم السعي إلى الجماعة في الطين والمطر، وجاء في الرواية الأخرى:"كَرِهْتُ أَنْ أُؤَثِّمَكُمْ"(٦) أي: أن أكون سبب اكتسابكم للإثم عند ضيق صدوركم بتحمل مشقة المطر والطين، فربما سخط وتكلم بما يؤثم فيه.
(١) البخاري (٤١٧٩ - ٤١٧٨) من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم. (٢) البخاري (٤٩٨)، مسلم (٥٠١) من حديث ابن عمر. (٣) "الموطأ" ٢/ ٩٢٩، البخاري (٦١٣٥) من حديث أبي شريج الكعبي. (٤) مسلم (٤٨/ ١٥). (٥) البخاري (٦٦٨)، مسلم (٦٩٩). (٦) البخاري (٦٦٨).