قوله:"لَمْ يَحْظُرِ البَيْعَ"(١) من الحظر وهو المنع والتحريم، ويخفف ويثقل، ومثله:"الصَّلَاةُ مَحْظُورَةٌ حَتَّى تَسْتَقِلَّ الشَّمْسُ"(٢) أي: ممنوعة، ومثله:"وَشَدُّ الحِظَارِ"(٣) بالشين والسين، والحظار: ما يحظر به الشيء من حائط وسياج وهشيم وزرب ونحوه. قال ابن قتيبة: هو حائط البستان (٤). قال غيره: هو حائط الحظيرة التي تصنع للماء كالصهريج.
وقيل: كالساقية، وهي الصفرة أيضًا. ومثله حظار الغنم وحظيرتها، وبفتح الحاء أيضًا وهو ما يحظره، مثل الحجار والحجاز فيما يحجره ويحجزه، وفي الحديث:"لَقَدِ احْتَظَرْتِ بِحِظَارٍ مِنَ النَّارِ"(٥) أي: امتنعت بمانع مثل الحظار الذي يمنع ما وراءه.
قوله:"فَأَعْطُوا الإِبِلَ حَظَّهَا مِنَ الأَرْضِ"(٦) يعني: من الرعي والكلأ.
قوله:"وَقَلَّمَا كَانَتِ اْمْرَأَةٌ حَظِيَّةٌ" أي: مكينة المنزلة، والحُظوة والحِظوة: علوُّ المنزلة، كذا رواه ابن ماهان، وللجلودي:"وَضِيئَةٌ"(٧) أي: حسنة نظيفة جميلة، كما اتفقوا عليه في الحديث الآخر.
(١) البخاري معلقا قبل حديث (١٤٨٦). (٢) مسلم (٨٣٢) من حديث عمرو بن عبسة بلفظ: "فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ". (٣) "الموطأ" ٢/ ٧٠٣ من قول مالك. (٤) "غريب الحديث" ٣/ ٧٣٠. (٥) مسلم (٢٦٣٦) من حديث أبي هريرة. (٦) مسلم (١٩٢٦) من حديث أبي هريرة. (٧) البخاري (٢٦٦١، ٤١٤١، ٤٧٥٠)، ومسلم (٢٧٧٠) من حديث عائشة بلفظ: "لَقَلَّمَا كانَتِ اْمْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ".