قوله:"فَثَجَّتْ فَبَالَتْ" كذا قيدناه في حديث أبي اليسر آخر "صحيح مسلم" عن شيوخنا من رواية العذري، ورويناه من طريق الفارسي وابن ماهان:"فَشَجَتْ"(١) بشين وتخفيف الجيم، قالوا: وهو الصواب والفاء أصلية.
قال الجياني فيما رواه لنا عنه القاضي التميمي: صوابه: "فَفَشَجَتْ" بشين مخففة وهو يصحح رواية ابن ماهان والفارسي، وكذا ذكره الهروي ومعناه: تفاجَّت، أي: فتحت فخذيها لتبول، وأنكر بعضهم الجيم وقال: إنما هو "فَشَحَتْ" بحاء، ووجدت أيضاً عن الجياني أن صوابه:"فَشَجَنَتْ" بنون بعد الجيم، وقيل: لعله بمعنى توقفت وأمسكت عن المشي للبول. ومنه: الحديث ذو شجون، أي: يتمسك بعضه ببعض، ولا يبعد صواب الرواية الأولى، أي: صبت بولها، والثج: الصب، ومنه:"إِنَّمَا أَثُجُّهُ ثَجًّا"(٢) يعني: الدم، أي: أصبه صبًّا.
...
(١) مسلم (٣٠١٠). (٢) رواه أبو داود (٢٨٧)، والترمذي (١٢٨)، وابن ماجه (٦٢٧)، وأحمد ٦/ ٣٨١ و ٤٣٩، والبيهقي وغيرهم من حديث حمنة بنت جحش، وهو حديث حسنه الألباني في "الإرواء" (١٨٨).