قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي"(٢) قيل: المراد به القبر كما قال (٣) في الحديث الآخر: "ما بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي"(٤) والبيت يأتي في اللغة بمعنى القبر، وكذلك قوله في الإذخر:"فَإِنَّهُ لِبُيُويِنَا"(٥) قيل: معناه: لقبورنا كما جاء في حديث آخر مفسرًا (٦)، وقد جاء ما يدل على أنه بيت السكنى، فقد روي بأنّه:"لِظَهْرِ البَيْتِ والْقَبْرِ"(٧)، وفي أخرى:"فَإنَّهُ لِبُيُوتِنا وَقُبُورِنا"(٨) وقد يكون البيت في الحديث الأوّل بيت السكنى؛ فإنه - صلى الله عليه وسلم - في بيت سكناه وحيث مات منه كان قبره فاجتمع المعنيان في البيت. قال الداودي: كانوا يخلطونه بالطين كما يخلط التبن فيُملِّسُون (٩) به بيوتهم.
وقوله في أهل الدار:"يُبَيَّتُونَ"، وقوله:"وَإِنَّا نُصِيبُ في البَيَاتِ مِنْ ذَرارِيِّ المُشْرِكِينَ"(٨) هو أن يوقع بهم ليلًا، وهو المراد بالبيات، ومنه:{لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ}[النمل: ٤٩] وقال: {بَأْسُنَا بَيَاتًا}[الأعراف: ٤].
(١) انظر اليونينية ٢/ ١٦٠. (٢) "الموطأ" ١/ ١٩٧، البخاريُّ (١١٩٥)، مسلم (١٣٩٠) من حديث عبد الله بن زيد المازني. (٣) رواه أحمد ٣/ ٦٤، وأبو يعلى ٢/ ٤٩٦ (١٣٤١) عن أبي سعيد الخدري، وفي إسناده انقطاع. (٤) البخاريُّ (١١٢)، مسلم (١٣٥٥) من حديث أبي هريرة. (٥) البخاريُّ (١٨٣٣، ٢٠٩٠). (٦) في البخاريُّ (٢٠٩٠): "وَلِسُقُفِ بُيُوتِنَا". (٧) البخاريُّ (٦٨٨٠)، مسلم (١٣٥٥/ ٤٤٨). (٨) البخاريُّ (٣٠١٢)، مسلم (١٧٤٥) من حديث الصعب بن جثامة. (٩) في (ظ): (فيطينون).