قال الحربي في قوله:"فَيُتْحِفُونَهُ"(٢) أي: يوجهون إليه التحفة ويخصونه بها. التحف: طرف الفاكهة، واحدها: تحفة، قال صاحب "العين": وهي مبدلة من الواو إلاَّ أنها تلزم في تصريف الفعل، إلاَّ في قولهم: يتوحف، أي: يتفكه.
وفي إسلام أبي ذر قول أبي بكر (٣): "أَتْحِفْنِي بِضِيَافَتِهِ"(٤) أي: خصني بها، كما يخص بالتحفة.
وقوله:"فَمَا تُحْفَتُهُمْ؟ قَالَ: زِيَادَةُ كبِدِ النُّون"(٥) هو من هذا، أي: ما (٦) الذي يُهدى لهم ويخصون به ويلاطفون.
في حديث أم أسيد:"فَسَقَتْه؛ تتحِفُهُ بِذَلِكَ"(٧) كذا للنسفي، ولكافتهم:"تُحْفَة بِذَلِكَ" وكذا قيده الأَصِيلِي. قال بعضهم: لعله: تَحُفُّهُ بِذَلِكَ، مثل ترده بذلك، أي: تعطيه، والوجه هو الأول الذي وافق الرواية،
(١) البخاري (٢٩١٨) من حديث المغيرة بن شعبة. (٢) مسلم (٢٠٥٥). (٣) بعدها في النسخ الخطية: (الحنفي)، وهو أبو بكر الصديق. (٤) مسلم (٢٤٧٣). (٥) مسلم (٣١٥) من حديث ثوبان. (٦) في (س): (من). (٧) البخاري (٥١٨٢) من حديث سهل بن سعد.