قوله:"فَرَجُلٌ تَرِبٌ"(١) أي: فقير، يعني: معاوية كما قال فيه: "صعْلُوكٌ"(٢).
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "تَرِبَتْ يَدَاكِ"(٣) قال مالك: خسرت يداك (٤)، وقال ابن بكير وغيره: استغنت، وأنكره أهل اللغة؛ إذ لا يقال في الغنى إلا أترب.
وقال الداودي: إنما هو: "تَرِبَتْ" أي: استغنت وهي لغة للقبط جرت على ألسنة العرب، وهذا ترده الرواية الصحيحة، ومعروف كلام العرب، وقيل: معناه: ضعف عقلك أتجهلين هذا؟! وقيل: افتقرت يداك من العلم، وقيل: هو حض على تعلم مثل هذا، وقيل: معناه: لله درك، وقيل: امتلأت ترابًا، وقيل:"تَرِبَتْ": أصا بها التراب، ومنه:"تَرِبَ جَبِينُكَ"(٥)، وأصله القتيل يقتل فيقع على جبينه فيتترب، ثم استعمل استعمال هذِه الألفاظ، والأصح فيه وفي مثله من هذِه الألفاظ أنه دعاء يدعم به الكلام ويوصل تهويلًا للخبر مثل: انج لا أبا لك، و"ثَكَلِتْهُ أُمُّهُ"(٦)، وهوت أمه، و"وَيْلُ أُمِّهِ"(٧)، و"حَلْقَى عَقْرَى"(٨)، وأُلَّ وعُلَّ،
(١) مسلم (١٤٨٠/ ٤٧) من حديث فاطمة بنت قيس. (٢) انظر: "إكمال المعلم" ٢/ ٨٠، وهي رواية ابن حبيب عنه. (٣) مسلم (١٤٨٠/ ٣٦). (٤) مسلم (٣١٣) من حديث أم سلمة. (٥) البخاري (٦٠٣١، ٦٠٤٦) من حديث أنس. (٦) مسلم (١٨٠٧) في حديث سلمة بن الأكوع. (٧) البخاري (٢٧٣١ - ٢٧٣٢) في حديث الحديبية عن المسور ومروان. (٨) البخاري (١٧٧٢) من حديث عائشة.