وضبطه غيره (١): "كُنَّ (٢) النّاسَ مِنَ المَطَرِ" بضم الكاف من: كنه يكنه. قال بعض أهل اللغة: كننت الشيء: سترته، وأيضًا: حفظته وصنته، وكننت الشيء في صدري: أخفيته، قال: ومنه: {بَيْضٌ مَكْنُونٌ}[الصافات: ٤٩] من كننت، و {مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ}[النمل: ٧٤] من أكننت.
قوله:"وَمَا كَشَفْتُ كَنَفَ أُنْثَى قَطُّ"(٣) أي: ثوب امرأة، والكنف: الستر، وكنى به عن الجماع، ومثله:"لَمْ يُفَتِّشْ لَنا (٤) كَنَفًا"(٥)، وفي المناجاة:"فَيَضَعُ عَلَيْهِ كنَفَهُ"(٦) أي: ستره ولا يفضحه، وقد يكون كنفه هاهنا: عفوه ومغفرته، وقد صحفه بعض المحدثين فقال:"كَتِفَهُ" وهو قبيح.
قوله:"والنّاسُ في كَنَفَيْهِ"(٧) أي: ناحيتيه (٨)، وفي رواية السمرقندي:"كنفَتَيْهِ"(٩)، وفي فضل عمر - رضي الله عنه -: "فَتَكَنَّفَهُ النّاسُ"(١٠) أي: أحاطوا به، و"اكْتَنَفَنِي أَبَوايَ"(١١) أي: جلسا بجانبي.
(١) في النسخ الخطية: (غيرهم)، وفي (أ): (بعضهم) والمثبت من "المشارق" ٢/ ٤٣٤. (٢) في (س): (أكن). (٣) البخاري (٤٧٥٧)، مسلم (٢٧٧٠/ ٥٧) من حديث عائشة. (٤) في (س، أ): (لها). (٥) البخاري (٥٠٥٢) من حديث عبد الله بن عمرو. (٦) البخاري (٢٤٤١، ٤٦٥٨)، مسلم (٢٧١٨) من حديث ابن عمر. (٧) مسلم (٢٩٥٧) من حديث جابر، بلفظ: "والنّاسُ كَنَفَتَهُ". (٨) كذا بالنسخ الخطية و"المشارق" ٢/ ٤٣٥، هكذا تفسيرًا لما ذكراه بلفظ: "كَنَفَيْهِ"، والذي في مسلم - كما ذكرت -: "كنَفَتَهُ"، ففسره القاضي في "إكمال المعلم" ٨/ ٥١١ فقال: أي ناحيته. وفسره النووي في "شرح مسلم" ١٨/ ٩٣ فقال: جانبه. (٩) في (س): (كنفيه). (١٠) البخاري (٣٦٨٥)، مسلم (٢٣٨٩) عن ابن عباس. (١١) البخاري (٤٧٥٧) من حديث عائشة.