وقال الأصمعيُّ: حَسَّانُ بنُ ثابتٍ أحدُ فُحُولِ الشعراءِ، فقال له أبو حاتمٍ: تأتي له أشعارٌ لَيِّنةٌ، فقال الأصمعيُّ:[تُنسَبُ إليه أشياءُ لا نَصِحُّ عنه](٢)(٣).
وروى ابنُ أخي الأصمعيِّ، [عن عَمِّه](٤)، قال: الشعرُ نَكِدٌ، يَقْوَى في الشَّرِّ ويَسْهُلُ، فإذا دخَل فى الخيرِ ضَعُفَ ولَانَ، هذا حَسَّانُ فَحْلٌ مِن فُحُولِ (٥) الجاهليةِ، فلمَّا جَاءَ الإسلامُ سقَط شِعْرُه (٦).
وقال مَرَّةً أُخرى: شعرُ حَسَّانَ في الجاهليةِ من أجودِ الشعرِ (٥).
وقيل لحَسَّانَ: لانَ شِعْرُك -أو هَرِمَ شعرُك- في الإسلام يا أبا الحسامِ، فقال للقائلِ: يا ابنَ أخي، إنَّ الإسلامَ يَحْجِزُ عن الكذب -[أو يمنعُ مِن الكذبِ- وإنَّ الشعرَ يُزَيِّنُه الكذبُ](٧)، يعني أنَّ شأنَ التجويدِ في الشعرِ الإفراطُ في الوصفِ، والتَّزَيُّنُ (٨) بغيرِ الحقِّ، وذلك كلُّه كَذِبٌ (٩).
(١) إكمال تهذيب الكمال ٤/ ٥٧، وتهذيب التهذيب ٢/ ٢٤٨. (٢) سقط من: ي ١، غ. (٣) في الأصل: "ينسب إليه ما لا يصح له"، المفهم ٦/ ٤١٧. (٤) في ز: "عنه". (٥) بعده في م: "الشعراء في". (٦) الشعر والشعراء ١/ ٣٠٥. (٧) سقط من: خ المفهم ٦/ ٤١٧، وأسد الغابة ١/ ٤٨٣، وإكمال تهذيب الكمال ٤/ ٥٧. (٨) في م، وحاشية ط: "التزيين". (٩) نزهة الأبصار في مناقب الأنصار ١/ ١٣٧، وإكمال تهذيب الكمال ٤/ ٥٧.