ولمَّا ماتَ أبو أُمامةَ جاءَتْ بنو النَّجَّارِ إلى رسولِ اللَّهِ ﷺ، فقالَتْ: قد ماتَ نقيبُنا فَنَقِّبْ علينا، فقال رسولُ اللهِ ﷺ:"أنا نَقِيبُكم"(١).
روَى ابن جُرَيجٍ، عن ابن شِهَابٍ، عن أبي أُمَامةَ بن سهلِ بن حُنَيفٍ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ عادَ أبا أُمَامةَ أسعدَ بنَ زُرَارَةَ، وكان رأسَ النُّقَباءِ ليلةَ العقبةِ، أَخَذَتْه الشَّوْكَةُ (٢) بالمدينةِ، فقال النبيُّ ﷺ:"بئسَ المَيِّتُ هذا ليهودَ (٣)؛ يقولون: ألَا دفَع عنه (٤)؟! ولا أملِكُ له ولا لنفسِي شيئًا". فأمَر به رسولُ اللهِ ﷺ فَكُوِي مِن الشَّوكةِ، طُوِّقَ عُنُقُه بالكَيِّ، فلم يَلْبَثْ إلا يسيرًا حتَّى ماتَ.
وقد ذكَرْنا هذا الخبرَ مِن وُجُوهِ في كتابِ"التمهيدِ"(٥)، [والحمدُ للهِ](٦).
(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣/ ٥٦٥، ومن طريقه الحاكم ٣/ ١٨٦ عن الواقدي، عن ابن أبي الرجال. (٢) الشوكة: هي حمرة تعلو الوجه والجسد. النهاية ٢/ ٥١٠. (٣) في غ: "اليهود"، وفي م: "لليهود". (٤) في م: "عن صاحبه". (٥) التمهيد ١٣/ ٢٧٦ - ٢٧٨ وتخريجه فيه. (٦) ليس في: الأصل. (٧) طبقات ابن سعد ٥/ ٢٧٢، وطبقات خليفة ١/ ٢٢٩، والتاريخ الكبير للبخاري ٩/ ٣، وطبقات مسلم ١/ ١٥٤، وثقات ابن حبان ٣/ ٤٥١، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم ٤/ ٤٣٢، =