روَى سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن الزهريِّ، قال: كان جُلَساءُ عمرَ بنِ الخطابِ ﵁ أهلَ القرآنِ شبابًا وكهولًا، قال: فجاء عُيينةُ [بنُ حِصْنٍ](٢) الفَزارِيُّ، وكان له ابنُ أخٍ مِن جُلَساءِ عمرَ يُقالُ له: الحُرُّ بنُ قيسٍ، فقال لابنِ أخيه: ألَا تُدخِلُني على هذا الرجلِ؟ فقال: إنِّي أخافُ أن تَتَكلَّمَ بكلامٍ لا ينبغِي، فقال: لا أفعلُ، فأدخَله على عمرَ، فقال: يا ابنَ الخطابِ، واللهِ ما (٣) تَقْسِمُ بالعدلِ، ولا تَعطِي الجَزْلَ، فغضِب عمرُ غضبًا شديدًا حتى هَمَّ أن يُوقِعَ به، فقال ابنُ أخيه: يا أميرَ المؤمنين، إنَّ اللهَ تعالى يقولُ في كتابِه: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ
= إخوته، ذكره الشيخ أبو عمر في باب هند أخيه، فانظره". وستأتي ترجمة سلمة بن حارثة في: ٦/ ٢٨٥، ٣٨٥. (١) طبقات ابن سعد ٦/ ١٨٢، ومعرفة الصحابة لابن منده ١/ ٤٤٣، ولأبي نعيم ٢/ ١٦٢، وأسد الغابة ١/ ٤٤٧، والتجريد ١/ ١٢٥، والإصابة ٢/ ٥١٨. وفي حاشية الأصل: "ذكر الغلابي عن ابن عائشة، قال: كان للحرِّ بن قيس بن شيعي وابنة حرورية وامرأة معتزلية وأخت مرجئة، فقال لهم الحر: إني وإياكم طرائق قددا، وابنه خرشة بن الحر"، نقله سبط ابن العجمي، وقال: "بخط كاتب الأصل". أسد الغابة ١/ ٤٧٢. (٢) زيادة من: ي. (٣) فوقها بخط المقابل: "لا".