نفسُ محمَّدٍ بيدِه، لا يُقاتِلُهم اليومَ رجلٌ، فيُقتَلُ صابرًا مُحتسِبًا، مُقبِلًا غيرَ مُدْبِرٍ، إلا أدخَله اللهُ الجنَّةَ"، فقال (١) عُمَيْرُ بنُ الحُمَامِ، أحدُ بني سَلِمةَ، وفي يدِه تَمَرَاتٌ يَأكُلُهُنَّ (٢): بَخٍ بَخٍ! فما بيني وبينَ أَن أَدْخُلَ الجنَّةَ إلّا أن يَقْتُلَني هؤلاءِ، قال: فقذَف التَّمْرَ مِن يدِه، وأَخَذ السَّيْفَ، فقاتَل القومَ حتَّى قُتِل، وهو يقولُ:
رَكْضًا إلى اللهِ بغيرِ زادِ
إلَّا التُّقَى وعملَ المعادِ
والصَّبْرَ في اللهِ على الجهادِ
وكلُّ زادٍ عُرْضَةَ النّفَادِ
غيرَ التُّقَى والبِرِّ والرَّشادِ
[١٨٣٦] عُمَيرُ بنُ عوفٍ (٣)، مولًى لسُهيلِ بن عمرٍو العامِريِّ، يُكنَى أبا عمرٍو، هذا قولُ موسى بن عقبةَ، وأبي معشرٍ، والواقدِيِّ (٤)، وكان ابن إسحاقُ يقولُ: عمرُو (٥) بنُ عوفٍ (٦)، ولم
(١) في ر: "فقام". (٢) بعده في ر: "فقال". (٣) طبقات ابن سعد ٣/ ٣٧٧، وثقات ابن حبان ٢/ ٣٠١، والتجريد ١/ ٤٢٤، والإصابة ٧/ ٥٢٧. (٤) طبقات ابن سعد ٣/ ٣٧٧. (٥) في م: "عمر". (٦) طبقات ابن سعد ٣/ ٢٧٧، وهو في سيرة ابن هشام ١/ ٦٨٥ وفيه: عمير بن عوف، وسيترجم المصنّف له في عمرو بن عوف ص ١٧١.