المُغيرة بن شُعبةَ، عنه (١)، وروى عنه مكحول أيضًا.
[٨٥٥] زُرارَةُ بنُ عمرو النَّخَعِيُّ (٢)، والد عمرو بن زُرَارَةَ، قدِمَ علَى النَّبيِّ ﷺ في وفدِ النَّخَعِ، فقال: يا رسولَ اللَّهِ، إِنِّي رأيتُ في طريقي رُؤيا هالتني، قال:"وما هي؟ " قال: رأيْتُ أَتَانًا خَلَّفْتُها في أهلي ولَدَت جَديًا (٣) أسفَعَ أحوَى (٤)، ورأيْتُ نارًا خَرَجَتْ مِن الأرضِ، فحالت بيني وبينَ ابن لي يُقال له: عمرٌو، وهى تقول: لظَى لظَى، بصيرٌ وأعمَى، فقالَ النَّبِيُّ ﷺ:"أَخَلَّفْتَ (٥) في أهلِك أمَةٌ مُسِرَّةً حملًا؟ " قال: نعم، قال:"فإنَّها قد (٦) ولَدَت غُلامًا، وهو ابنُك"، قال: فأنَّى له أسفَعُ أحوَى؟ فقالَ:"ادنُ منِّي، أبِكَ برَصٌ تكتُمُه؟ " قالَ: والذي بعَثَك بالحقِّ ما علِمَه أحَدٌ قبلَك، قال:"فهو ذاك، وأمَّا النارُ فإِنَّها فتنةُ تكونُ بعدِي"، قال: وما الفتنةُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: "يقتُلُ (٧) الناسُ إمامَهم، ويشتجِرُون اشتِجارَ [أطباقِ الرَّأْسِ](٨) - وخالَفَ بينَ أصابعه - دمُ
(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٥٣١٥)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣٠٩٨). (٢) ثقات ابن حبان ٣/ ١٤٣، وأسد الغابة ٢/ ١٠٢، والتجريد ١/ ١٨٩، والإصابة ٤/ ٢٧. (٣) في حاشية ط: "جريا". (٤) السفعة: نوع من السواد ليس بالكثير، وأسفع أحوى: أسود ليس بشديد السواد، النهاية ١/ ٤٦٥، ٢/ ٣٧٤. (٥) في م: "خلفت". (٦) سقط من: ط، هـ. (٧) في ط: "يقتلون"، وفي حاشيتها كالمثبت. (٨) أطباق الرأس: أي: عظامه وهي متطابقة متشابكة، أراد التحام الحرب، النهاية ٣/ ١١٣.