وتجديدُ الصَّغائِنِ، وقد هَدَمَ اللهُ أمرَ الجاهليةِ بما جاء مِن الإسلامِ (١).
وروَى ابنُ دُرَيدٍ (٢)، عن أبي حاتمٍ، عن أبي عُبَيدةَ، قال: فَضَلَ حَسَّانُ الشُّعَراءَ بِثَلاثٍ: كان شاعرَ الأنصارِ في الجاهليَّةِ، وشاعرَ النَّبِيِّ ﷺ في النُّبوةِ، وشاعرَ اليمنِ كُلِّها في الإسلامِ (٣).
قال أبو عُبيدةَ: واجتَمَعتِ العربُ على أنَّ أشعرَ أهلِ المَدَرِ (٤) يثربُ، ثم عبدُ القيسِ، ثم ثَقِيفٌ، وعلى أن أشعرَ أهلِ المَدَرِ حَسَّانُ بنُ ثابتٍ (٥).
وقال أبو عُبيدةَ: حَسَّانُ بنُ ثابتٍ شاعرُ الأنصارِ في الجاهليةِ، وشاعرُ أهلِ اليمنِ في الإسلامِ، وهو شاعرُ أهلِ القُرَى (٦).
وعن أبي عُبيدةَ وأبي عمرِو بنِ العَلاءِ (٧)، أَنَّهما قالا: حَسَّانُ بنُ
(١) الأغانى ٤/ ١٤٦. (٢) ابن دريد هو محمد بن الحسن أبو بكر الأزدي، من أكابر علماء العربية، كان مقدمًا في أنساب العرب له "الجمهرة"، و "الاشتقاق"، توفي سنة (٣٢١ هـ). معجم الأدباء ١٨/ ١٢٧. (٣) أخرجه أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني ٤/ ١٣٦ عن ابن دريد به. (٤) بعده في م: "أهل". (٥) الأغاني ٤/ ١٢٩، ١٤٣. (٦) في مجالس ثعلب ١/ ٧٣، وتاريخ دمشق ١٢/ ٤١٩ نحو هذا القول عن الزبير عن أبي غزية، والحاشية قبل السابقة. (٧) أبو عمرو بن العلاء بن عمار البصري، شيخ القراء والعربية قيل اسمه: زبان، وقيل غير ذلك، اشتهر بالفصاحة والصدق وسعة العلم، توفي سنة (١٥٤ هـ). تاريخ العلماء النحويين ص ١٤٠، وسير أعلام النبلاء ٦/ ٤٠٧.