قال: فقلتُ: وَيْحَك يا خَطَرُ، إنَّك لتذكرُ أمرًا عظيمًا، فماذا تَرَى لقومك؟ فقال:
أرَى لِقَومِي مَا أَرَى لنَفْسِي
أن يتبعوا (١) خير نَبِيِّ الإنس
بُرهانُه مِثْلُ شُعَاعِ الشمس
يُبْعَثُ فِي مَكَّةَ دارِ الحُمْسِ
بِمُحْكَمِ التَّنْزِيلِ غيرِ اللَّبْسِ
فقلنا له: [يا خَطَرُ، وممَّن هو؟ فقال: والحياة والعَيْشْ، إنَّه لمن قُرَيشْ، ما في حِلْمِه (٢) طَيْشْ، ولا في خُلُقِه هَيْشْ (٣)، يكونُ في جَيْشٍ، وأيِّ جَيْشْ، مِن آلِ قَحْطانَ وآلِ أَيْشْ (٤)، فقلنا] (٥): بَيِّنْ لنا
(١) في ي، ي ١، م: "تتبعوا". (٢) في ي، خ: "حكمه". (٣) في م: "طيش". (٤) قال السهيلي في الروض الأنف ٢/ ٣١٦: يعني بآل قحطان الأنصار؛ لأنهم من قحطان، وأما آل أيش، فيحتمل أن تكون قبيلة من الجن المؤمنين، ينسبون إلى أيش، فإن يكن هذا، وإلا فله معنى في المدح غريب، تقول: فلانٌ أيش هو وابن أبيش، ومعناه: أيّ شيء أي: شيء عظيم، فكأنه أراد من آل قحطان، ومن المهاجرين الذين يقال فيهم مثل هذا .. ، وأحسبه أراد بآل أيش: بني أقيش، وهم حلفاء الأنصار من الجن. (٥) سقط من: غ.