من (١) أيِّ قُرَيشٍ هو؟ فقال: والبيتِ ذِي الدَّعائِمُ، والرُّكْنِ والأَحَائِمْ (٢)، إِنَّه لَمِنْ نَجْلِ هَاشِمْ، مِن مَعْشَرٍ أَكَارِمْ، يُبْعَثُ بالمَلاحِمْ، وقَتْلِ كُلِّ ظَالِمْ، ثم قال: هذا هو البيانْ، أخبرني به رئيسُ الجانْ، ثم قال: اللهُ أكبرُ، جاء الحقُّ وظَهَرْ، وانقَطَعَ عن الجِنِّ الخَبَرْ، ثم سكت وأُغمي عليه، فما أفاق إلَّا بعد ثلاثةٍ (٣)، فقال: لا إلهَ إلا اللهُ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ:"سبحانَ اللهِ! لقد نَطَقَ عن مثلِ نُبُوَّةٍ، وإنَّه لَيُبْعَثُ يومَ القيامةِ أُمَّةً وَحْدَه".
ذَكَر هذا الخبر أبو جعفرٍ العُقيليُّ في كتاب "الصحابة" له، فقال: أخبرنا عبد اللهِ بنُ أحمدَ البَلَوِيُّ المَدَنِيُّ، قال: أخبرني عُمارةُ بنُ زيدٍ (٤)، قال: حدثني [عبد الله](٥) بن العلاء، عن أبي الشَّعْشَاعِ زِنْبَاعِ بن الشَّعْشَاع، قال: حدَّثني أبي، عن لُهيبِ (٦) بن مالكٍ اللِّهبيِّ (٧)،
(١) بعده في ي: "آل". (٢) قال السهيلي في الروض الأنف ٢/ ٣١٧: يجوز أن يكون أراد الأحاوم بالواو، فهمز الواو لانكسارها، والأحاوم جمع أحوام، والأحوام جمع حوم، وهو الماء في البئر، فكأنه أراد ماء زمزم، والحوم أيضًا: إبل كثيرة ترد الماء، فعبر بالأحائم عن وُرَّاد زمزم، ويجوز أن يريد بها الطير وحمام مكة التي تحوم حول الماء، فيكون بمعنى الحوائم فقلب اللفظ … (٣) في ط، ي، ي ١، ر: "ثالثة". (٤) في ي م: "يزيد". (٥) في ي ١، م: "عبيد الله". (٦) في ط: "لهب"، وفي حاشيتها كالمثبت. (٧) في ي: "الليثي".