أحسن النَّاس، قال: فكان بعضُ القوم يتقدَّم في الصَّفِّ الأوَّل لئلَّا يراها، ويَستأخِرُ بعضُهم حتى يكون في الصَّفِّ المؤخَّر، فإذا ركعَ، نظرَ من تحت إبطِهِ، فأنزلَ اللهُ ﷿: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ﴾ [الحجر: ٢٤](١).
٦٣ - باب الرُّكوع دون الصّفِّ
٨٧١ - أخبرنا حُمَيْدُ بنُ مَسْعَدَةَ، عن يزيدَ بنِ زُرَيْع قال: حدَّثنا سعيد، عن زياد الأعلم قال: حدَّثنا الحَسن
أنَّ أبا بَكْرَةَ حدَّثه، أنَّه دخلَ المسجدَ والنبيُّ ﷺ راكعٌ، فركعَ دون الصَّفِّ، فقال النبيُّ ﷺ:"زادَكَ اللهُ حِرْصًا ولا تَعُدْ"(٢).
(١) عَمرو بن مالك روى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" وقال: يُعتبر حديثُه من غير رواية ابنه عنه، وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق له أوهام، وبقية رجاله ثقات، غير نوح بن قيس فهو صدوق. قُتيبة: هو ابنُ سعيد، وأبو الجَوْزَاء: هو أوس بن عبد الله الرَّبَعي. والحديث في "السُّنن الكبرى" برقمي (٩٤٥) و (١١٢٠٩). وأخرجه الترمذي (٣١٢٢) عن قُتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد، وقال: وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عَمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، نحوه، ولم يذكر فيه: عن ابن عباس، وهذا أشبه أن يكون أصحَّ من حديث نوح. وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره (١٤٠٠) عن جعفر بن سليمان، عن عَمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء في قوله: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ﴾ قال: في الصفوف في الصلاة. اهـ. ولم يذكر المرأة. وأخرجه أحمد (٢٧٨٣)، وابن ماجه (١٠٤٦)، وابن حبان (٤٠١)، وأبو نُعيم في "الحلية" ٣/ ٨١، من طرق، عن نوح بن قيس، به. قال أبو نُعيم: تفرَّد برفعه نوحُ بنُ قيس. وأورده ابن كثير في تفسير سورة (الحجر: ٢٤) عن الطبري وقال: حديثٌ غريبٌ جدًّا، وفيه نكارة شديدة. اهـ. ثم رجَّح أن يكون من كلام أبي الجوزاء. (٢) إسناده صحيح، سعيد -وهو ابنُ أبي عَرُوبة- سمع منه يزيد بن زُرَيْع قبل اختلاطه، وزياد الأعلم: هو ابنُ حسان، والحَسَن: هو البصري، وقد صرَّح بالتحديث، وهو في "السُّنن =