ولَيْسُوا على ماء، وليس معَهم ماء، فجاء أبو بكر ﵁ ورسولُ الله ﷺ واضعٌ رأسَهُ على فَخِذِي قد نام، فقال: حَبَسْتِ رسولَ الله ﷺ والنَّاسَ، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء! قالت عائشة: فعاتبَني أبو بكر وقالَ ما شاءَ اللهُ أنْ يقول، وجعلَ يَطْعُنُ بيدِهِ في خاصِرَتي، فما مَنَعَنِي من التَّحَرُّك إلا مكانُ رسول الله ﷺ على فَخِذِي، فنامَ رسولُ الله ﷺ حتى أصبحَ على غير ماء، فأنزلَ اللهُ ﷿ آيةَ التَّيمُّم. فقال أُسَيْدُ بنُ حُضَيْر: ما هيَ بأَوَّلِ بَرَكَتِكُم يا آلَ أبي بكر. قالت: فبَعَثْنا البعيرَ الذي كنتُ عليه، فوجَدْنا العِقْدَ تحتَه (١).
١٩٥ - باب التَّيمُّم في الحَضَر
٣١١ - أخبرنا الرَّبيعُ بنُ سُليمان قال: حدَّثنا شعيبُ بنُ اللَّيث، عن أبيه، عن جعفر ابن ربيعة، عن عبد الرَّحمن بن هُرْمُز، عن عُمَيْر مولى ابن عبَّاس أنّه سمعَه يقول:
أقبلتُ أنا وعبدُ الله بنُ يسار مولى ميمونةَ (٢)؛ حتى دَخَلْنا على أبي جُهَيْم
(١) إسناده صحيح، وهو في "السُّنن الكبرى" برقمي (٢٩٥) و (١١٠٤٢). وأخرجه البخاري (٣٦٧٢) عن قُتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وهو في "موطأ" مالك ١/ ٥٣ - ٥٤، ومن طريقه أخرجه أحمد (٢٥٤٥٥)، والبخاري (٣٣٤) و (٤٦٠٧) و (٥٢٥٠ - مختصر) و (٦٨٤٤)، ومسلم (٣٦٧): (١٠٨)، وابن حبان (١٣٠٠) و (١٣١٧). وأخرجه البخاري (٤٦٠٨) و (٦٨٤٥) من طريق عَمرو بن الحارث، عن عبد الرحمن بن القاسم، به. وسيأتي من طريق عروة عن عائشة برقم (٣٢٣). قوله: "البَيْداء"، هي الشَّرَف الذي قُدَّام ذي الحُليفة في طريق مكَّة. "أو ذات الجيش" قيل: هي من المدينة على بريد؛ بينها وبين العقيق سبعة أميال، والشكُّ من بعض الرواة عن عائشة أو منها، وقد جاء في حديث عمَّار أنها ذات الجيش، بالجزم. "لي" أي: معي، فاللام للاختصاص، وإلا؛ فهو كان لأسماء، استعارته منها. قاله السِّنديّ. (٢) بعدها في (ر) و (م): قال.