ومولده فيما جزم به الذهبي، وتبعه تلميذُه التاجُ السُّبْكي سنة خمسَ عَشْرَةَ ومئتين (١).
وهو منقولٌ عن النسائي نفسه، لكن بدون جزم، فقال أبو بكر محمد بن موسى بن المأمون: سمعت أبا بكر ابن الإمام الدمياطي يقول له: وُلدتُ في سنةِ أربعَ عَشْرَةَ، يعني ومئتين، ففي أي سنةٍ وُلِدْتَ؟ فقال: يُشْبِهُ أن يكونَ في سنة خمسَ عَشْرَةَ، لأَنَّ رحلتي الأولى إلى قتيبة كانت في سنة ثلاثين ومئتين، أقمتُ عنده سنةً وشهرين (٢).
* رحلته وشيوخه:
ارتحل ﵀ الرِّحلةَ الواسعة، وسافر إلى البلاد الشاسعة طلبًا لِعُلُوِّ الإسناد.
فسمعَ بخُراسان: من قتيبة بن سعيد، ومن عليَّ بن خَشْرَم، وعليِّ بن حُجْر.
وبنَيْسَابُور: من إسحاق بن إبراهيم، المعروف بابن راهويه، والحُسين بن منصور السلمي، ومحمد بن رافع، وأقرانهم.
وبالبصرة: من عبَّاسِ بن عبدِ العظيم العَنْبَري، ومحمدِ بن المُثَنَّى، ومحمدِ بن بَشَّارٍ بُنْدَارٍ، وعَمْرِو بن عليٍّ الفَلَّاس، وغيرهم.
وبمصر: من يونُسَ بن عبدِ الأعلى، وأحمدَ بن عبدِ الرَّحمنِ بن وَهْبٍ (٣)، وعيسى بن حمَّاد زُغْبَة، وأبي الطَّاهِرِ بن السَّرْح، وعبدِ الرَّحمن ومحمد ابني عبد الله بن عبدِ
= أبي محمد عبد الله بن عليّ الرُّشَاطي الأندلسي، الحافظ النَّسّابة، له ترجمة في "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ٢٥٨. (١) ينظر "تذكرة الحفاظ" ٢/ ٢٩٨، و "تاريخ الإسلام" ٦/ ١٤٠، و "سير أعلام النبلاء" ٤/ ١٢٥، كلُّها للذهبي، وينظر "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي ٣/ ١٤، و "بغية الراغب المتمني" ص ٩٧ - ٩٨. (٢) ينظر "تاريخ بغداد" ٢/ ٤٩٩ (ترجمة أبي بكر محمد بن جعفر ابن الإمام الدمياطي)، و "تهذيب الكمال" ١/ ٣٣٨ (ترجمة النّسائي)، و "بغية الرَّاغب المُتَمَنِّي" ص ٩٨. (٣) ذكره السَّخاوي في "بُغية الرّاغب المُتَمَنِّي" من شيوخ النسائي (وهذا الكلام منه)، وهو ابن أخي عبد الله بن وهب، ولم يرو عنه النسائي في "السنن".