عن البراء قال: خرَجْنا مع رسول الله ﷺ في جنازة، فلما انتهينا إلى القبر ولم (١) يُلحَد، فجلَسَ وجلَسْنا حوله، كأنَّ على رؤوسِنا (٢) الطَّير (٣).
[٨٢ - باب مواراة الشهيد في دمه]
٢٠٠٢ - أخبرنا هنَّاد، عن ابن المبارك، عن مَعْمَر، عن الزهري
عن عبد الله بن ثعلبة قال: قال رسول الله ﷺ لقتلى أُحُد: "زَمِّلوهم بدمائهم، فإنَّه ليس كَلْمٌ يُكْلَمُ في الله إلَّا يأتي يوم القيامة يدمى، لونه لون الدَّم، وريحه ريحُ المِسْك"(٤).
(١) في (ق): فلما، وفي نسخة بهامش (ك): ولما. (٢) هنا نهاية السقط في النسخة (هـ). (٣) إسناده صحيح، أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان، وعمرو بن قيس: هو المُلائي، وزاذان: هو أبو عبد الله، ويقال: أبو عمر الكندي، مولاهم. وهو في "السنن الكبرى" برقم (٢١٣٩). وأخرجه ابن ماجه (١٥٤٩) عن أبي كريب، عن أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد. وأخرجه - مطولًا ومختصرًا - أحمد (١٨٦١٤) من طريق يونس بن خباب، و (١٨٥٣٤) و (١٨٥٣٥) و (١٨٥٣٦) و (١٨٦٢٥)، وأبو داود (٣٢١٢) و (٤٧٥٣) و (٤٧٥٤) من طريق الأعمش، كلاهما عن المنهال بن عمرو، به. وقوله: كأنَّ على رؤوسنا الطير، قال السِّندي: كنايةٌ عن السكون والوقار؛ لأنَّ الطير لا يكاد يقع إلا على شيء ساكن. (٤) إسناده صحيح، هناد: هو ابن السري وابن المبارك: هو عبد الله، ومعمر: هو ابن راشد البصري، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب، وعبد الله بن ثعلبة: هو ابن صُعَير، وهو صحابي، إلَّا أنَّه لم يشهد أحدًا؛ إذ أنَّه لم يكن مولودًا بعد، لكنه سمعه من جابر كما سيأتي، فهو مرسل صحابي. والحديث في "السنن الكبرى" برقمي (٢١٤٠) و (٤٣٤١). وأخرجه أحمد (٢٣٦٦٠) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة، عن جابر. وبعضهما - يعني ابن المبارك وعبد الرزاق - يزيد على بعض. وقد ذكر الدارقطني في "العلل" ١٢/ ١٧٤ بأن الحديث - دون ذكر جابر - محفوظ.=