٣٧٩٥ - أخبرنا الحسن بنُ محمد الزّعفرانيُّ قال: حدَّثنا حجَّاج بنُ محمد (١)، عن ابن جُرَيج قال: زعم عطاءٌ أَنَّهُ سَمِعَ عُبيد (٢) بنَ عُمَيرٍ يقول:
سمعتُ عائشةَ تزعمُ أنَّ النبيَّ ﷺ كان يمكُثُ عند زينبَ بنتِ جَحْشٍ فيشرَبُ عندها عسلًا، فتواصَيْتُ أنا وحفصةُ أنْ أَيَّتُنا دخلَ عليها النبيُّ ﷺ، فلتقُلْ: إِنِّي أجِدُ منكَ ريحَ مَغافِيرَ، أكلتَ مَغافيرَ؟ فدخل على إحداهما فقالت ذلك له، فقال:"لا، بل شرِبْتُ عسلًا عند زينبَ بنتِ جحشٍ، ولن أعودَ له" فنزلت: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرَّمُ مَا أَحَلَ اللهُ لَكَ (٣)﴾ [التحريم: ١]- إلى - ﴿إن تَتُوبا إِلَى اللهِ﴾ [التحريم: ٤] عائشةُ وحفصة ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا﴾ [التحريم: ٣] لقوله: "بل شرِبتُ عسلًا"(٤).
= الحديث. وهو في "السنن الكبرى" برقم (٤٧١٧). وأخرجه مسلم (١٩٠٧) عن إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن راهويه - بهذا الإسناد. وسلف الحديث برقمي (٧٥) و (٣٤٣٧). (١) قوله: "بن محمد" من (م). (٢) في (هـ): عبيد الله، وهو خطأ. (٣) جاء بعدها في (ر): "تبتغي مرضات أزواجك"، وفي هامش (ك): "تبتغي إلى" (نسخة). (٤) إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث (٣٤٢١)، إلَّا شيخ المصنِّف هناك هو قتيبة بن سعيد. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (٤٧١٨) و (٨٨٥٦). وأخرجه البخاري (٦٦٩١) عن الحسن بن محمد، بهذا الإسناد. وسيتكرر بإسناده ومتنه برقم (٣٩٥٨). قال السِّندي: "ريح مغافير" شيء كريه الرائحة، فكان عادته ﷺ الاحتراز عمَّا له رائحة كريهة، ومُراد المصنِّف أن يُفهم من الحديث أن تحريم ما أحلَّ الله يمين، وأنَّ من قال: لا آكل هذا، ونحوه بنيَّة التحريم، يكون تحريمًا ويمينًا، والله أعلم.