٤٠٦٨ - أخبرنا محمد بنُ عبد الله بن بزَيعٍ قال: حَدَّثَنَا يزيد - وهو ابن زُرَيعٍ - قال: أخبرنا داود، عن عكرمةَ
عن ابن عبَّاس قال: كان رجلٌ من الأنصار أسلَمَ، ثُمَّ ارتَدَّ، ولَحِقَ بدارِ الشِّرك (١)، ثُمَّ نَدِمَ (٢)، فأرسلَ إلى قومِه: سَلوا لي رسولَ الله ﷺ: هل لي من توبة؟ فجاءَ قومُه إلى رسول الله ﷺ فقالوا: إنَّ فلانًا قد نَدِمَ، وإنَّه أَمَرَنا أن نسألَكَ: هل له من توبة؟ فنزلت: ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ﴾ [آل عمران: ٨٦] إلى قوله: ﴿غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [آل عمران: ٨٩]. فأرسل إليه فأسلم (٣).
= وأخرجه أبو داود (٢٦٨٣) و (٤٣٥٩) عن عثمان بن أبي شيبة، عن أحمد بن مفضل، بهذا الإسناد. قال السِّندي: قوله: "أمَّنَ" من التأمين، أو الإيمان. "عاصِف" أي: ريح شديد. "اختبأ" - بهمزة - أي: اختفى. "أما فيكم رجلٌ رشيد" أي: فَطِن لصواب الحكم. وفيه أنَّ التوبة عن الكفر في حياته ﷺ كانت موقوفةً على رضاه ﷺ، وأنَّ الذي ارتدَّ وآذاه إذا آمن سقط قتله، وهذا ربما يؤيِّد القول أنَّ قتْلَ السَّابِّ للارتدادِ لا للحدِّ، والله أعلم. أن يكون له خائنةُ أَعْيُن" قال الخطَّابي: هو أن يُضمِرَ في قلبه غيرَ ما يُظهره للناس، فإذا كفَّ لسانه، وأومأ بعينه إلى ذلك، فقد خان، وقد كان ظهورُ تلك الخيانة من قبيل عينه، فسُمِّيت خائنة الأعيُن. (١) في (ك) و (هـ): ولحق بالشرك. (٢) في (هـ) ونسخة في (ك): تندم، وعلى هامشها كما أثبت. (٣) إسناده صحيح، داود: هو ابن أبي هند، وعكرمة: هو مولى ابن عباس. وهو في "السنن الكبرى" برقم (٣٥١٧) و (١٠٩٩٩). وأخرجه ابن حبان (٤٤٧٧) من طريق بشر بن معاذ، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وأخرجه - بنحوه - أحمد (٢٢١٨) عن علي بن عاصم، عن داود بن أبي هند، به.