٢٠٥١ - أخبرنا أحمد بن أبي عُبيد الله قال: حدثنا يزيد بن زُريع، عن سعيد، عن قتادة
عن أنس، أنَّ النبي ﷺ قال:"إنَّ العبدَ إِذا وُضِعَ في قبره وتولَّى عنه أصحابه، إنَّه ليَسمَعُ قَرْعَ نِعالهم، أتاه ملكان فيُقْعِدانه فيقولان له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرَّجل (١)؟ فأمَّا المؤمن فيقول: أشهدُ أنَّه عبد الله ورسوله، فيُقال له: انظُرْ إلى مقعدك من النَّار، قد أبدلَكَ اللهُ به مقعدًا خيرًا منه" قال رسول الله ﷺ: "فيراهما جميعًا، وأمَّا الكافر أو المنافق فيُقال له: ما كنتَ تقول في هذا الرَّجل؟ فيقول: لا أدري، كنتُ أقولُ كما يقول النَّاس، فيُقال له: لا درَيْتَ ولا تلَيْتَ، ثُمَّ يُضرَبُ ضربةً بين أُذُنيه، فيَصيحُ صيحةً يسمعها مَنْ يليه غير الثقلين"(٢).
(١) بعدها في هامش (ك) والمطبوع: محمد ﷺ. (٢) إسناده صحيح، وهو مطول الحديث (٢٠٤٩). وهو في "السنن الكبرى" برقم (٢١٨٩). وأخرجه البخاري (١٣٣٨)، ومسلم (٢٨٧٠): (٧١)، وابن حبان (٣١٢٠) من طريق يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (١٢٢٧١) و (١٣٤٤٦) و (١٣٤٤٧)، والبخاري (١٣٣٨) و (١٣٧٤)، ومسلم (٢٨٧٠): (٧٢)، وأبو داود (٣٢٣١) و (٤٧٥١) و (٤٧٥٢) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به. قال السندي: قوله: "كنت أقول كما يقول الناس" يريد أنَّه كان مُقلِّدًا في دينه للناس، فلم يكن منفردًا عنهم بمذهب، فلا اعتراض عليه حقًّا ما كان عليه أو باطلًا. "لا دَرَيْتَ" أي: لا حققت بنفسك أمر الدين. "ولا تَلَيْتَ" أي: ولا تبعْتَ من حقق الأمر على وجهه، أي: تقليد غير المُحِقِّ لا ينفع، وإنَّما ينفع تقليد أهل التحقيق، ففيه أنَّ تقليد أهل التحقيق نافع، والله أعلم. وقيل: أصله =