المَسَاحِي، فلمَّا رأَوْنا، قالوا: محمدٌ والخميسُ، ورجَعُوا إلى الحِصْن يَسْعَوْنَ، فرفعَ رسولُ الله ﷺ يدَيه، ثمَّ قال:"اللهُ أكبر، الله أكبر، خَرِبَتْ خيبر، إِنَّا إِذا نَزَلْنا بساحةِ قَوْمٍ فساءَ صباحُ المُنْذِرِينَ". فَأَصَبْنا فيها حُمُرًا، فطبَخْناها، فنادَى منادِي النَّبِيّ ﷺ فقال:"إِنَّ الله ﷿ ورسولَه ينهاكُمْ عن لحومِ الحُمُر، فإنها رِجْسٌ"(١).
٤٣٤١ - أخبرنا عمرو بنُ عثمان أخبرنا بقيَّة، عن بَحير، عن خالد بن مَعْدان، عن جُبَير بن نُفَير عن أبي ثَعلبةَ الخُشَنيِّ، أنَّه حدَّثهم أنَّهم غَزَوْا مع رسولِ الله ﷺ إلى خَيبر، والنَّاس جِياعٌ، فوجدوا فيها حُمُرًا من حُمُر الإنس، فذبحَ النَّاسُ منها، فحُدِّث بذلك النَّبِيُّ ﷺ، فأمرَ عبدَ الرَّحمن بنَ عوف، فأذَّنَ في النَّاسِ:"ألا إِنَّ لُحومَ الحُمُر الإنس (٢) لا تَحِلُّ لمن شهِدَ (٣) أنِّي رسولُ الله"(٤).
٤٣٤٢ - أخبرنا عَمرو بنُ عثمان عن بقيَّة قال: حدَّثني الزُّبيديُّ، عن الزُّهْريِّ، عن أبي إدريس الخَولانيِّ
(١) إسناده صحيح، سفيان هو ابن عُيينة، وأيوب: هو ابن أَبي تَميمة السَّخْتِياني، ومحمد: هو ابن سِيرين. وسلف بهذا الإسناد مختصرًا بتحريم لحوم الحُمُر برقم (٦٩)، وينظر الحديث (٥٤٧). (٢) في (ر) و (م): الإنسية. (٣) في (هـ): يشهد. (٤) حديث صحيح، بقية - وهو ابن الوليد - مدلِّس، وقد عنعن، لكنَّه تُوبع، وباقي رجال الإسناد ثقات، بَحير: هو ابن سعد. وهو في "السنن الكبرى" برقمي (٤٨٣٤) و (٦٦١٣). وأخرجه أحمد (١٧٧٤١) عن زكريا بن عدي، عن بقية، بهذا الإسناد. وزاد فيه لفظ الحديث السالف برقم (٤٣٢٦). وأخرجه - بمثل لفظ أحمد - الطبراني في "المعجم الكبير" ٢٢/ (٥٧٤)، وفي "مسند الشاميين" (١٦١٣) من طريق لقمان بن عامر، عن جُبير بن نُفير، به. وإسناده حسن.