أنَّ أمَّ سَلَمَةَ حدَّثَتْها قالت: بينما أنا مضطجعةٌ مع رسول الله ﷺ في الخَمِيلَة؛ إذْ حِضْتُ، فانْسَلَلْتُ، فأَخذتُ ثيابَ حِيضَتِي، فقال رسولُ الله ﷺ:"أَنَفِسْتِ؟ " قلتُ: نَعَم، فدَعاني، فاضطجعتُ معَه في الخَمِيلَة (١).
٢٨٤ - أخبرنا محمدُ بن المثنَّى قال: حدَّثنا يحيى بنُ سعيد، عن جابر بن صُبْح قال: سمعتُ خِلاسًا يُحدِّث
عن عائشةَ قالت: كنتُ أنا ورسولُ الله ﷺ نَبِيتُ في الشِّعار الواحد وأنا طامِثٌ حائض (٢)، فإنْ أصابَهُ مِنِّي شَيءٌ غسلَ مَكانَهُ ولم يَعْدُهُ وصَلَّى فيه،
(١) أسانيدُه صحيحة، خالد: هو ابنُ الحارث، وهشام: هو ابنُ أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سَلَمَة: هو ابنُ عبد الرَّحمن، وهو في "السُّنن الكبرى" برقم (٢٧١) عن إسحاق، وبرقم (٢٧٢) عن إسماعيل وعُبيد الله. وأخرجه مسلم (٢٩٦)، وابن حبان (١٣٦٣) و (٣٩٠١) من طريق محمد بن المثنى، عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد، وعند مسلم زيادة: وكانت تغتسلُ هي ورسولُ الله ﷺ في الإناء الواحد من الجَنابة. وأخرجه أحمد (٢٦٧٠٣)، والبخاريّ (٢٩٨) و (٣٢٣) و (١٩٢٩) من طُرق، عن هشام، به، وعند أحمدَ والبخاريّ (١٩٢٩) الزيادة المذكورة آنفًا، وزيادة: وكان يُقَبِّلُها وهو صائم. وأخرجه أحمد (٢٦٥٦٦) و (٢٦٥٦٧)، والبخاريّ (٣٢٢) من طُرق، عن يحيى، به. وعندهما الزيادتان السالفتان. وسيتكرَّر الحديث بسنده ومتنه برقم (٣٧١)، وينظر حديث المسند (٢٦٥٢٥). قال السِّنديّ: "الخَمِيلة"؛ بفتح خاء معجمة وكسر ميم، وهي القَطِيفَةُ ذاتُ الخَمْل، وهو الهُدْب. "ثياب حِيضَتِي" بكسر الحاء، واختارَه كثير، أي: الثِّياب التي أعْدَدْتُها لألبَسَها حالةَ الحَيض، وجُوِّز الفتح بمعنى الحَيض كما جاء في رواية، والمعنى على تقدير مضاف، أي: الثِّياب التي أَلْبَسُها زمنَ الحيض. "أَنَفِسْتِ" بفتح نون وكسر فاء، أي: أَحِضْتِ، وفي الولادة بضم النون، وجوَّز بعضُهم الضمَّ فيهما. (٢) المثبت من (ق) و (ك)، وهي كذلك في مكرَّرِهِ (٣٧٢) و"السُّنن الكبرى" ومصادر الحديث كما سيأتي، قال السِّنديّ: قولُه: "حائض" ذُكر تأكيدًا. انتهى. ووقع في (ر) و (م) و (هـ): أو حائض.