عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: "يا أُمَّ سلمةَ، لا تُؤذيني في عائشة، فإنَّه - واللهِ - ما أتاني الوحيُ في لحاف امرأةٍ مِنكُنَّ، إِلَّا هي"(١).
٣٩٥٠ - أخبرني محمد بن آدم، عن عَبْدَةَ، عن هشام، عن عوف بن الحارث، عن رُميثة
عن أمِّ سلمة، أنَّ نساء النبيِّ ﷺ كَلَّمْنَها أَن تُكَلِّمَ النبيَّ ﷺ، أَنَّ النَّاسَ كانوا يَتَحرَّون بهداياهم يومَ عائشة، وتقول له: إِنَّا نُحِبُّ الخير كما تُحِبُّ عائشةُ، فكلَّمَتْه، فلم يُحبها، فلمَّا دارَ عليها كَلَّمَتْه أيضًا، فلم يُجِبْها، وقُلْنَ: ما رَدَّ عليكِ؟ قالت: لم يُجِبْني. قُلْنَ لا تَدَعِيه حتَّى يَرُدَّ عليكِ، أو تنظُرين ما يقول. فلمَّا دارَ عليها كلَّمَتْه، فقال:"لا تُؤذيني في عائشة، فإنَّه لم ينزِل عليَّ الوحيُ وأنا في لِحافِ امرأةٍ منكُنَّ إِلَّا في لِحافِ عائشة"(٢).
(١) إسناده صحيح، شاذان: هو أسود بن عامر. وهو في السنن الكبرى برقمي (٨٣٢٣) و (٨٨٤٦). وأخرجه - مطولًا - البخاري (٣٧٧٥)، والترمذي (٣٨٧٩) من طريقين عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وأخرجه - مطولًا أيضًا - البخاري (٢٥٨١) من طريق سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، به. وسيرد - مطولًا - في الرواية التالية من طريق عبدة، عن هشام، عن عوف بن الحارث، عن رُميثة، عن أم سلمة. قال السِّندي: قوله: "في لحاف امرأة" - بكسر لام -: ما يُغَطَّى به، وكفى بهذا شرفًا وفخرًا، وفيه أنَّ محبَّته تابعة لعظم منزلتها عند الله تعالى. (٢) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، رُميثة - وهي أمُّ عبد الله بن محمد بن أبي عتيق - انفرد بالرواية عنها أخوها عوف بن الحارث، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وعوف بن الحارث - وهو ابن الطُّفيل، رضيع عائشة أم المؤمنين، وابن أخيها لأمِّها - روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد تُوبِعا في متن هذا الحديث كما سلف في تخريج =