١٤٩٢ - وعنه: أنَّ ناسًا من الأنصار قالوا لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين أفاء اللَّه على رسوله من أموال هوَازِن ما أفاء، فطفق يعطي رجالًا من قريش المئةَ من الإبل -فقالوا: يغفر اللَّه لرسوله (٢)، يُعْطِي قريشًا ويَدَعُنَا وسيوفنا تقطر من دمائهم؟ ! قال أنس: فَحُدِّثَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار، فجمعهم في قُبّهٍ من أَدَمٍ، ولم يَنعُ معهم أحدًا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: "ما كان حديثٌ بلغني عنكم؟ "، فقال فقهاؤهم (٣): فأما ذوو رأينا يا رسول اللَّه، فلم يقولوا شيئًا، وأما أُنَاسٌ مِنَّا حديثةٌ أَسْنَانهم، فقالوا: يغفر اللَّه لرسول اللَّه يعطي قريشًا ويترك الأنصار وسيوفنا تَقْطُر من دمائهم، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إني أعطي (٤) رجالًا حديثٌ عهدهم بكُفْرٍ، أَمَا تَرْضَوْنَ أن يذهب الناسُ بالأموال وترجعون (٥) إلى رِحَالكم برسول اللَّه (٦)، فواللَّه ما تَنْقَلِبُونَ به خيرٌ مما ينقلبون به"، قالوا: بلى يا رسول اللَّه قد رضينا، فقال: "إنكم سَتَرَوْنَ بعدي أثَرَةً شديدة، فاصبروا
(١) "عليَّ" ليست في "صحيح البخاري". (٢) في "صحيح البخاري": "لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-". (٣) في "صحيح البخاري": "قال له فقهاؤهم. . . ". (٤) في "صحيح البخاري": "لأعطى". (٥) في "صحيح البخاري": "وترجعوا". (٦) في "صحيح البخاري": "صلى اللَّه عليه وسلم".