وقال ابن عيينة (١): بيَّن اللَّه الخلق من الأمر بقوله: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}[الأعراف: ٥٤]، وقد سمَّى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الإيمان والجهاد عملًا كما تقدم في حديث أبي ذر (٢).
وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للأشعريين:"ما أنا حملتكم، ولكن اللَّه حملكم"، وقد تقدم (٣).
قلت: وأوضح من هذا كله قوله تعالى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}[الأنفال: ١٧]، وقوله:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}[التكوير: ٢٩]، فنسب لخلقه فعلًا ونفى عنهم الاستقلال به، وهو المطلوب منها، واللَّه الموفق.
* * *
(١) خ (٤/ ٤١٧)، (٩٧) كتاب التوحيد، (٥٦) باب قول اللَّه تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}، {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩)}. ذكره البخاري في ترجمة الباب. (٢) خ (٤/ ٤١٧)، ذكر ذلك تعليقًا في (٥٦) باب قول اللَّه تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}. (٣) خ (٤/ ٤١٨ رقم ٧٥٥٥)، في كتاب التوحيد، الباب السابق.