قالت: لما أُمِرَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بتخيير أزواجه بدأ بي فقال:"إني ذاكر أمرًا، فلا عليك أن لا تَعْجَلِي حتى تستأمري أبويك"، قالت: قد (١) علم أن أبويَّ لم يكونا يأمرانني بفراقه، قالت: ثم قال: "إن اللَّه عَزَّ وَجلَّ (٢) قال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} إلى {أَجْرًا عَظِيمًا}[الأحزاب: ٢٨ - ٢٩] "، قالت: فقلت: ففي أيِّ هذا أستأمر أبويَّ؟ فإني أريد اللَّه ورسوله والدار الآخرة، قالت: ثم فعل أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مثل ما فعلت.
* * *
[باب]
٢١٤٠ - عن عائشة قالت: كنت أغار على اللائي وهبن أنفسهن لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأقول: أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل اللَّه عَزَّ وَجلَّ (٣){تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ}[الأحزاب: ٥١] قلت: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك.
(١) في "صحيح البخاري": "وقد علم. . . ". (٢) في "صحيح البخاري": "اللَّه جل ثناؤه". (٣) في "صحيح البخاري": "اللَّه تعالى".