كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه

٤٠ - سورة حم السجدة - باب - ج: 4 - ص: 70

وقوله: {خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} فجُعِلَتِ الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام، وخلقت السموات في يومين، {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (١)، سمى نفسه ذلك، وذلك قوله؛ أي: لم يزل كذلك (٢)، فإن اللَّه لم يرد شيئًا إلا أصاب به الذي أراد، فلا يختلف عليك القرآن، فإن كلًّا من عند اللَّه. {سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ}: قَدَّرها سواء. {فَهَدَيْنَاهُمْ}: دللناهم على الخير والشر، والهُدَى الذي هو الإرشاد {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ}. وقال ابن عباس: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}: الصبر عند الغضب، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا عصمهم اللَّه، وخضع لهم عدوهم. {كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}: القريب. {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ}: سوء. {لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} أي: بعملي أنا محقوق بهذا.

* * *

[باب]

٢١٥٢ - عن ابن مسعود: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ} [فصلت: ٢٢] الآية، قال (٣): رجلان من قريش وخَتَن لهما من ثقيف،

---

(١) "رحيمًا" ليست في "صحيح البخاري".
(٢) "كذلك" أثبتناها من "الصحيح"، وفي المخطوط (ذلك).
(٣) (قال) ليست في "صحيح البخاري".