كان العلاء (١) بن زياد يذكر النار، فقال رجل: لم تقنّط الناس؟ فقال: وأنا أقدر أُقنّط الناس واللَّه يقول: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}[الزمر: ٥٣] ويقول {وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}[غافر: ٤٣]؟ ولكنكم تحبون أن تُبَشَّروا بالجنة على مساوئ أعمالكم، وإنما بعث اللَّه محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- مبشّرًا بالجنة لمن أطاعه، ومنذرًا بالنار لمن عصاه.
وقال مجاهد:{إِلَى النَّجَاةِ}[غافر: ٤١]: الإيمان. {لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ}[غافر: ٤٣]؛ يعني الوثن.
٢١٥٠ - وعن عروة قال: قلت لعبد اللَّه بن عمرو بن العاصي: أخبرني بأشد ما صنعه (٢) المشركون برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: بينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بفناء الكعبة إذ أقبل ابن أبي مُعَيْط (٣) فأخذ بِمَنْكِبِ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (٤) ولَوَى ثوبه في عنقه،
(١) خ (٣/ ٢٨٦)، (٦٥) كتاب التفسير، (٤٠) سورة المؤمن، ذكره البخاري معلقًا عن العلاء بن زياد في ترجمة الباب. (٢) في "صحيح البخاري": "ما صنع". (٣) في "صحيح البخاري": "عقبة بن أبي معيط". (٤) في "صحيح البخاري": "بمنكب رسول اللَّه. . . ".