١٩٣٠ - عن أبي موسى -هو الأشعري- قال: لما فرغ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من حُنَيْن بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دُرَيْد بن الصِّمَّة، فقُتل دريد، وهزم (١) أصحابه.
قال أَبو موسى: وبعثني مع أبي عامر، فرُمِيَ أَبو عامر في ركبته، رماه جُشَمِيٌّ، فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه، فقلت: يا عم! من رماك؟ فأشار إلى أبي موسى (٢)، فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدت له فلحقته، فلما رآني فاتبعته، وجعلت أقول له: ألا تستحي؟ ! ألا تثبت؟ ! فكفَّ، فاختلفنا ضربتين بالسيف، فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل اللَّه صاحبك، قال (٣): فانزع هذا السهم، فنزعته، فنزى منه الماء (٤)، قال: يا ابن أخي! أقرئ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (٥) السلامَ، وقل له: يستغفر لي، واستخلفني أَبو عامر على الناس، فمكث يسيرًا ثم مات، فرجعت، فدخلت على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في بيته على سرير
(١) في "صحيح البخاري": "وهزم اللَّه أصحابه". (٢) أي: فأشار إليَّ، وغبر عن نفسه بالغيبة؛ أي: أشار لأبي موسى إلى قاتله. (٣) "قال" أثبتناها من "الصحيح". (٤) (فنزى منه الماء)، أي: انصب من موضعه الماء. (٥) "وسلم" من "الصحيح".