عن زَهْدَم الجَرْمِي (١) قال: كُنَّا عند أبي موسى، وكان بيننا وبين هذا الحي من جَرْم إخاء ومعروف قال: فقُدِّم طعامه، وقال: وقُدِّم في طعامه لحم دجاج، قال: وفي القوم رجل من بني تيم اللَّه أحمر كأنه مَوْلًى، قال: فلم يَدْنُ. فقال له أبو موسى: ادْنُ، فإني قد رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يأكل منه، قال: إنِّي رأيته يأكل شيئًا فقذرته (٢)، فحلفت أن لا أطعمه أبدًا.
قال (٣): ادْنُ أخبرك عن ذلك، أتينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في رهط من الأشعريين نستحمله وهو يقسم نَعَمًا من نعَم الصدقة -قال أيوب: أحسبه قال: وهو غضبان- قال:"واللَّه لا أحملكم، وما عندي ما أحملكم عليه"(٤) قال: فانطلقنا، فأُتي رسول اللَّه بنَهب إبل، فقيل:"أين هؤلاء الأشعريون؛ أين هؤلاء الأشعريون؟ " فأتينا، فأمر لنا بخمس ذَود غُرٌّ الذُّرَى، قال: فاندفعنا، فقلت لأصحابي: أثينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نستحمله فحلف أن لا يحملنا، ثم
(١) خ (٤/ ٢٣٤)، (٨٤) كتاب كفارات الأيمان، (١٠) باب الكفارة قبل الحنث وبعده، من طريق أيوب، عن القاسم التميمي، عن زهدم الجرمي به، رقم (٦٧٢١). (٢) في "صحيح البخاري": "قدّرته". (٣) في "صحيح البخاري": "فقال". (٤) "عليه" ليست في "صحيح البخاري".