ومن حديث حاطب بن أبي بَلْتَعَة (١): حين قال له عمر: إنه نافق. فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وما يدريك، لَعَلَّ اللَّه اطَّلَعَ على (٢) أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم (٣) ".
* * *
باب ما يجوز في الغضب في اللَّه، وما يحذر من الغضب لغير ذلك
قد تقدم من حديث عائشة (٤): أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما رأى القِرَام الذي فيه الصور غضب حتى تَلَوَّن وجهه، ثم تناول الستر فهتكه.
ومن حديث أبي مسعود (٥): حين طوَّل معاذ الصلاة على قومه، أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- غضب عليه حتى قال أبو مسعود: ما رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قط أشد غضبًا في موعظة منه يومئذٍ.
ومن حديث عبد اللَّه (٦): أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى في قبلة المسجد نُخَامَةً فحكَّها
(١) خ (٤/ ١١١)، (٧٨) كتاب الأدب، (٧٤) باب من لم ير إكفار من قال ذلك متأولًا أو جاهلًا، وذكر البخاري حديث حاطب في ترجمة الباب. (٢) في "صحيح البخاري": "إلى". (٣) في "صحيح البخاري": "فقال: قد غفرت لكم". (٤) خ (٤/ ١١١ رقم ٦١٠٩)، (٧٨) كتاب الأدب، (٧٥) باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر اللَّه تعالى. (٥) خ (الموضع السابق). (٦) خ (الموضع السابق).