ذلك:"يجبىء" بجيم ثم باء معجمة بواحدة ثم همزة، أي: يركع عليها، وبالجيم والحاء معًا مهموزًا لكن بفتح الياء قيدناه عن (القابسي)(١) عن ابن سهل، وبالحاء وحدها قيدناه عن ابن عتاب وابن حمدين وابن عيسى مفتوح الأول، قال أبو عمر: وهي أكثر روايات شيوخنا عن يحيى (٢)، وكذا رواه ابن قعنب وابن بكير، وبعضهم قيده بفتح الحاء وشد النون:"يُحَنِّي"، ورواه بعضهم:"يَحْنَأُ" بفتح الياء وسكون الحاء وفتح النون وهمزة بعدها، وجاء للأصيلي في باب آخر:"فَرَأَيْتُهُ أَجْنَأَ" بالجيم مهموز، وهنا (٣) عند أبي ذر: "أَحْنَأَ"، وقد روي في غير هذِه الكتب:"يحنو"(٤)، والصحيح. من هذا كله ما قاله أبو عبيد:"يجنأ"، ومعناه ينحني عليها يقيها الحجارة بنفسه، يقال من ذلك: جنأ يجنأ، قاله صاحب "الأفعال"(٥) وقال الزبيدي: حنِيَ بكسر النون في الماضي ويحنو ويحني: يعطف عليها، يقال: حنا يحني ويحنو، ومنه قوله (٦): "وَأَحْنَاهُنَّ عَلَى وَلَدٍ"(٧)، ويكون أيضاً يحني عليها ظهره، فيكون بمعنى ما قاله أبو عبيد. وكذلك قول من قال:"يَجْنَأُ" يخرج على معنى: تكلف ذلك ظهره وتفعله حتى تَجنأ تعدية جنأ الرجل يجنأ إذا صار كذلك. وقال الأصمعي: أجنأت الترس (إذا)(٨) جعلته مجنأ، أي: محدودبًا، وهذا مثله.
(١) في (س، أ، ظ): (ابن القابسي). (٢) "التمهيد" ١٤/ ٣٨٦. (٣) في (د، أ): (وهو). (٤) رواه عبد الرزاق في "المصنف" ٧/ ٣١٨ (١٣٣٣٢)، والطبراني ٢١/ ٣٨٠ (١٣٤٠٧). (٥) "الأفعال" ص ٢١٨. (٦) ساقطة من (د). (٧) البخاري (٥٠٨٢)، مسلم (٢٥٢٧/ ٢٠١) من حديث أبي هريرة، وفيه: "أحْنَاهُ". (٨) من (د).