قولها:"لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي"(١) تعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -، قاله الداودي، يعني: أقسمت به.
قوله (٢): "وَلِّ (٣) حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا"(٤) أي: بارِدَها. يريد نعيمها وهنيئها، ومنه:"الْغَنِيمَةُ البَارِدَةُ"(٥) أي: الهنيئة التي ليس فيها قتال.
قوله:"كَلَيْلِ تِهَامَةَ لَا حَرٌّ وَلَا قُرٌّ"(٦) بضم القاف يعني (٧): البرد، أي: معتدل. قيل: معناه: لا ذو حرٍّ ولا ذو قُرٍّ (كما قال: رجل عَدْل. أي: ذو عدالة، ويحتمل أن يريد: لا حر فيها ولا قُر)(٨)، فحذف استخفافًا، ومنه:
(١) تقدم قريبًا. (٢) من (أ). (٣) في (د، أ): (ولي). (٤) مسلم (١٧٠٧) من قول الحسن. (٥) "الموطأ" ٣/ ٢٢٢ برواية محمد بن الحسن من قول يعقوب جد العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب لعثمان بن عفان بلفظ: "هل لك في غنيمة باردة؟ ". وروى ابن أبي شيبة في "المصنف" ٢/ ٣٤٤ (٩٧٤١)، وأحمد ٤/ ٣٣٥، والترمذي (٧٩٧)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" ٥/ ٣٢٩ (٢٨٧٥)، وابن خزيمة ٣/ ٣٠٩ (٢١٤٥)، والقضاعي في "مسند الشهاب" ١/ ١٦٣ (٢٣١)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٤/ ٢٩٦، وفي "شعب الإيمان" ٣/ ٤١٦ (٣٩٤١) من حديث عامر بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الغَنِيمَةُ البَارِدَةُ". قال الترمذي: هذا حديث مرسل؛ عامر بن مسعود لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم. وقال يعقوب ابن سفيان كما في "الشعب": وليس لعامر صحبة. وقال البيهقي: هذا مرسل. والحديث بمجموع طرقه حسنه الألباني في "الصحيحة" (١٩٢٢). (٦) البخاري (٥١٨٩)، ومسلم (٢٤٤٨) من حديث عائشة. (٧) في (د، ش): (بمعنى). (٨) ما بين القوسين من (س، م).