و"الغَنَاءُ"(١): الكفاية والجرأة، والغِنى ضد الفقر، ومنه:"خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى"(٢) أي: ما أبقت غنًى، قيل: معناه: الصدقة بالفضل عن قوت عيالهم وحاجتهم، كقوله:"وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ"(٢)، كقوله:{وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ}[البقرة: ٢١٩]، قيل: الفضل عن أهلك. وقيل في قوله:"مَا أَبْقَتْ غِنًى"(٣) ما أغنيت به عن المسألة من أعطيته.
قوله:"تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا"(٤) أي: ليكتسب بها ويستغني عن الحاجة إلى الناس.
قوله (٥): "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيِّ"(٦)، هو من هذا، وقال أبو الدرداء: هي صحة الجسد.
(١) البخاري (٦٤٩٣). (٢) البخاري (١٤٢٧)، مسلم (١٠٣٤) من حديث حكيم بن حزام، والبخاري (١٤٢٦) من حديث أبي هريرة. (٣) رواه الطبراني في "الأوسط" ٩/ ١٠٢ (٩٢٥١) و ٩/ ١٨٤ (٩٤٨٧)، والبيهقي في "الشعب" ٣/ ٢٣٥ (٣٤١٩) من حديث أبي هريرة. وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (٨٨١). ورواه الطبراني في "الكبير" ١٢/ ١٤٩ (١٢٧٢٦) من حديث ابن عباس. وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٣٢٨٠). (٤) "الموطأ" ٢/ ٤٤٤، البخاري (٢٣٧١) من حديث أبي هريرة. (٥) ساقطة من (س). (٦) "الموطأ" ١/ ٢٦٨. (٧) البخاري (٩٤٩)، مسلم (٨٩٢/ ١٩) من حديث عائشة. (٨) البخاري (٧٥٢٧) من حديث أبي هريرة. (٩) البخاري (٥٠٢٤) من حديث أبي هريرة يعني قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ أَنْ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ".